اسم الرواية / اثنتان وعشرون دقيقة.
الكاتب / هاشم السيد ( القدس ).
عدد الصفحات / 144 صفحة.
دار النشر / الدار العربية للعلوم ناشرون ، نُشرت يناير2022.
الاهداء / (إلى الثوريين على الأرض الجذباء أو على الرقعة الخضراء لا تفقدوا عقولكم). لا يخلوا عمل أدبي له من الحديث عن الثورة ومعاقل الثوار.
اثنتان وعشرون دقيقة هي العمل الأدبي الأول للكاتب المقدسي هاشم السيد، جاء على هيئة خمسة فصول لكل فصل عنوان أُختير بعناية وأضاف تحت كل عنوان اقتباس من اقتباسات الكُتاب والفلاسفة؛ ليُهيء القارئ لفهم الرسالة من خلال سرده للأحداث كما أراد كاتبها.
ويليام باركر، بطل روايته وهو انجليزي جاء إلى باريس بهدف دراسة العلوم الانسانية " سيسولوجية الغجر" أي مهتماً بالتعمق في الخصائص الثقافية والسلوكية للشعوب القاطنة في الاقاليم التي تنشب فيها النزاعات، فكان هذا المكان هو اقليم الألزاس الفرنسي القريب من الحدود الألمانية.
لباركر بيادق خمسة لكل منها دور خاص به، هي ليست بإنس ولا بجن إنما خلقها باركر في رأسه ظناً منه أنها تُعينه وخاصة في الحرب الشرسة لقوات التحالف "الحرب العالمية الثانية"، باركر يعاني مرض الفصام وهذا ما يجعله لا يميز الواقع ويخلق واقعاً ويؤمن به، يقع باركر في الأسر ويلاقي الممارسات الوحشية من قبل رجال هتلر وخاصة (هانيرش هميلر) الذي أسس المعتقلات وعمل على اصطياد اليهود والغجر وأي جنس من غير الجنس الآري "عرق شمال أوروبا" ووضعهم في المعتقلات ومن ثم حرقهم فيما بعد، فكان هميلر هو أشد رجال هتلر ويقال أنه اب الهولوكوست.
يتم تعين باركر جاسوساً مخلصاً لهيملر، لكنه تعمد أن يضلل سجانه بأخبار كاذبة متفقاً مع الرفاق على نهج حتى لا يتغير ثأرهم وبالتالي ينجو ويهرب من فخ وخازوق هميلر (ألمانيا النازية).
تنتهي حياة باركر بمحاكمة يُتهم فيها بشروعه في ارتكاب جرائم ضد الانسانية رغم أنه قام ببطولات وتضحيات.
ماري، فرنسية عازفة على آلة الساكسفون في إحدى شوارع باريس، أُعجب بها باركر لسحرها ولجمال عزفها ودعاها لشرب الشاي في المقهى الذي كان يجلس فيه، فظلت ماري في ذاكرته مع أن المدة التي عرفها بها هي اثنتا وعشرون دقيقة لا غير- عنوان الرواية- حيث تتوغل الرواية وخاصة في قصة ماري أي ما يحمله العنوان رأساً ، وصفاً رومانتيكيا شاعري، مُحتفٍ بالتفاصيل والارتعاشات للنفس البشرية محتقرة المستعمر والحرب ومآلاتها أي ان هذا الحب الذي كان عمره اثنتا وعشرون دقيقة ما هو الا عزاء وسلوان لباركر، والتي أظهرت ويليام باركر بأنه نستولوجيا ظاهرياً وباطنياً ، فالحنين للماضي دائماً ما يقتحم مخيلته بدون سابق انذار.
ينتقي الكاتب موضوع الرواية وهو حقيقة تاريخية يختار كلماته بعناية فائقة وأكاد أُجزم أن أسلوبه لا يفهمه إلا من كان عنده خلفية في شتى العلوم والتاريخي منها على وجه الخصوص؛ لأنني بكل رواية من رواياته اكتب معلومات على هامش دفتري لأبحث عنها حتى استزيد بالمعرفة أكثر سواء من خلال الأحداث والتواريخ وأسماء الأماكن، فضلاً أنني لاحظت تأثر الكاتب بمجال دراسته ، فهو يصقل في ذهنك أسماء الحيوانات والنباتات العلمية والعالمية في كل مرة أقول الكاتب الذي يجعلك تفكر وتبحث عن كلمة يكتبها هو كاتب حقيقي.
عنوان الرواية لا يصف فقط محتواها، بل يوصفها لاكتشاف تعقيد الصراع الداخلي ويمثل التصادم بين الرغبة في الحب والحياة بعيداً عن العنف والقتال ، فهي كما قال وميضاً من أثنتين وعشرون دقيقة، دقائق مقدسة تسرق الحلم وكل أمل.
اللغة / استخدم الكاتب لغة قوية وعبارات سليمة ، وجمل قصيرة وذات اصطلاحات دلالية.
الاقتباسات:
١ـ لماذا تسرق هواء غيرك، دع القليل منه أو مما تبقى لمن يستحقون.
٢ـ لمَ يهرع الناس هرباً ويصيبهم الجنون حين يُردى أحد الساسة برصاصة فلا تُتيح له إنهاء خطابه الساذج، بينمايغمضون أعينهم عن جَوعى العالم ولمَ سولت له نفسه أن يُلقم تلك البندقية، ومعظته فارغة؟.
٣ـ لا يهمني أن أموت اليوم أو غداً، ولكن ما يهمني ألا أموت وصوتي لم يصلهم بعد.