رذائل المعرفة - بحث في الأحكام الأخلاقية الفكرية
تأليف
باسكال إنجل
(تأليف)
قاسم المقداد
(ترجمة)
من الواضح اليوم أن ظاهرة التخرُّص أو الهراء تجتاح مجتمعنا؛ «مجتمع المعلومات»، و«المعرفة» الذي اتخذ فيه التسويق والدعاية أبعاداً لا سابق لها. المُتخرِّص لا يهدف إلى إثارة إعجاب الناخبين بمقدار ما يسعى إلى تسويق منظومةٍ لا يعود للحقيقي فيها أي مكان، لأنه لم يعد ينظر إلى الحقيقي بوصفه قيمة. ومن لا يحترم الحقيقة هو أيضاً يقبل أن تكون السلطة والقوة مصدراً للسيطرة. يطيب للمفكرين ما بعد الحداثيين القول أن التخلي عن الحقيقة بوصفها قيمة تترك الطريق مفتوحة أمام قيمٍ أخرى مثل التضامن أو الحس بالجماعة، لكن يمكن القول أيضاً أن عدم احترام الحقيقة، وتسويق الكلام المعسول سيؤدي إلى هيمنة الوقاحة، وعبادة السلطة، وإلى فظاظة سيطرة الأقوياء.