جميل
ما الجمالية ؟
نبذة عن الكتاب
فالفن شكلٌ مؤكدًا، لكنه معنى أيضًا (بالمعنى العالي للكلمة)؛ بل يمكن القول إنه صناعة ثقافية لا يستقيم النظر إليها وفيها من دون العقل ونصابه وأدوات اشتغاله. فالفن ليس ابتداعًا «بريًّا»، ولا انبثاقًا «سحريًّا»، يتحكم به النقد، أو التفسير، وحدهما، في مساع كتابية لا تخلو عمليًّا من تحكيم الذوق، ما يعني إعادة إنتاج الثقافة السائدة وأنماط الحكم فيها. هذه الاحتياجات المختلفة للجمالية، يتحقق الدارس من شغورها في أصناف الخطاب العربي المعني، قديمًا أو حديثًا، بدرس القصيدة والبناء والصورة وغيرها، إذ لا يلتفت هذا الدارس إلى ما كانته «تعالقات» الفنون بعضها ببعض، في قديمها أو متأخرها. كما أن هذا الدارس لا يلحظ انبناءات الفنون المختلفة على خيارات وتمثلات وأحكام تتأتى من طرق اشتغالها على استحداث الانفعال الجميل، ليس بالحواس وحدها، بل بقوى وملكات الإنسان الأخرى. هذا ما يمكن التحقق منه بالعودة إلى الكتب العربية المتوافرة، أو بالعودة إلى سبل الدرس نفسها في هذه الثقافة، إذ يتبدى أنها قراءات «قطاعية» (إذا جاز القول)، أي تنصرف إلى الفن في نطاقه الضيق والمحصور، من جهة، وإلى كيانه التقني أو الزمني، من جهة ثانية. هذا ما أتيح لي التأكد منه بنفسي، في غير بلد وجامعة، في مؤتمرات ومحاضرات، أو بوصفي «أستاذًا زائرًا»، أي أن الفن يفتقر إلى ما يجعله «صناعة عقلية»، فضلًا عن تاريخية وتقنية. هذا ما خبرتُه بنفسي في الترجمة، في ترجمة هذا الكتاب، إذ تبدت هذه المشاكل المختلفة : مشاكل التسمية والتعيين بالعربية ابتداء من الألفاظ الاصطلاحية الفرنسية (وغيرها) التي ينبني عليها هذا الكتاب المرجعي. وهو ما احتاج إلى قراءة متعددة الطبقات للفظ الواحد : بين أصله الإيطالي القديم (في عدد كبير من ألفاظ الفن)، وبين حمولاته الفلسفية والتاريخية المجتمعة فيه. هذا ما أثار حماستي لترجمة هذا الكتاب، بعد أن جرى الاتفاق بيني وبين الأستاذ الفرنسي، مارك جيمينيز، على ترجمته، ذات مساء هانئ في تونس.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 486 صفحة
- [ردمك 13] 9789923402641
- دار خطوط وظلال