مراجعات رواية فتى الووشو

بعد قراءتي لرواية بيت ياسمين لنفس الكاتبة وعدم إعجابي بها، قررت ان أعطي لها فرصة ثانية، غير أن تجربتي معها لم تكن موفقة.

وسجلت مجموعة من الملاحظات:

- حينما نتحدث عن النصائح المباشرة والوعظ لا تكون دائماً على لسان الكاتب/ السارد، وإنما قد يمررها الكاتب على لسان إحدى الشخصيات، لكنها في الأول والأخير نصائح ووعظ.

- اختيار سن الشخصيات لم يكن موفقا مجددا.

- الصداقة السريعة، نفس الملاحظة في رواية بيت الياسمين.

- رسم شخصية الأم وباقي الشخصيات كان خطأ فادحا من الدار، فالرسومات غير جيدة بتاتا، ولا توافق وصف الكاتبة.

تمرير فكرة الاختلاط لم يكن جيدا لاسيما وتناوله بطريقة فوقية على لسان فتيان!

- حديث الفيسبوك لم يكن عفويا وبدا متكلفا.

- تبرير العنف من طرف فتى قد يبدو متكلفا لاسيما وقت الغضب أو الشجار!

- جهاز السمع أول شيء يلفت انتباه الأطفال او الفتيان) فلا يمكن لحسام ألا يراه من قبل!

- تسارع الأحداث وحشوها أحياناً.

- غياب الربط المنطقي...

تحمست لقراءة أعمال هذه الكاتبة بعد إعلان القائمة القصيرة وتصدر عملين لها، غير أني تفاجأت بهذين العملين الذي اقل ما يقال عنهما أنهما يحتاجان إلى إعادة صياغة والاشتغال عليهما ثانية، فاستسهال الكتابة للفتيان أمر سيء، والمراهق يستشعر التصنع والتكلف ويشم الأسلوب المباشر من على كيلومترات.

حظ موفق للكاتبة.

حين رأيتها.. جعلني الإصرار بطلًا!

في المدرسة، التقت عيناي بها من بعيد، وخفق قلبي لرؤيتها، وفي كل مرة أقول في نفسي: ما هذا الشعور الذي يدب في روحي حين أراها! إنها زميلتي ولكن؟

كيف أهرب من هؤلاء المتنمرين؟ لقد جعلوني أضحوكة المدرسة، رغم تفوقي وذكائي.

سأبذل طاقتي في الرياضة، إنها الحل الوحيد، ولكن هل تكفي؟أسئلة تدور في عالم اليافعين ويومياتهم، تختصر حياة ملأى بالحكايات والأحداث، تحتاج لمعالجة هادئة تحتويهم، وتحتوي مشاعرهم وتتفهم مشكلاتهم. فالعنف، والتنمر، والقوة التي تهبهم إياها رياح الشباب، والحب والانجذاب، حتى ملامح تطورهم الجسمية والشكلية.

في نص روائي هادف، تروي المؤلفة كثيرًا من مشكلات الناشئة، التي يواجهونها في حياتهم اليومية، وتجيب عن كثير من أسئلتهم، رواية فتى الووشو، تقدم فيها الكاتبة ببراعة أدبية وسحر روائي، معايشة حقيقية وواعية بمشكلات اليافعين، وتفهّم جيد لمشاعرهم ومتطلباتهم.