نحكي موسيقى - محمود حافظ
"لو لم أكن فيزيائيًّا لصرت موسيقيًّا"
ساعيًا في نهاية حياته إلى إثبات نظرية التوحيد الكبرى التي تضم علوم الكون كله معًا، رحل آلبرت آينشتاين قبل أن يمهله الزمن ليفعلها، بينما منحنا الزمن نظرية توحيد أخرى لا تقل أهمية، ألا وهي وحدة الفن.
تلك النظرية التي تؤكد دون جدال أن الفنون بأشكالها متصلة بشكل ما بخيوط غير مرئية.
فمثلًا في أوربا عصر النهضة، تم تجسيد ثيمة سفينة الحمقى التي كانوا يقصون بها المجانين بعيدًا عن المدينة الكبيرة على هيئة لوحة لهيرونيموس بوش، وقصيدة لسيباستيان برانت، ثم استلهم منها الكثيرون قصص وحكايات تم تحويلها فيما بعد إلى العديد من الأفلام والأعمال المسرحية.
ومثل هذه المجموعة القصصية المفرطة في العذوبة، والتي هي أقرب في الحقيقة إلى معزوفات موسيقية كتلك التي كُتِبت على وتيرة ألحانها.
إلى المؤمنين بوحدة الفن، عشر مقطوعات وعشر قصص، مرفق مع كل قصة qr code للمقطوعة الموسيقية التي استلهم الكاتب منها قصته.
شتراوس وبيتهوڤن وموتسارت وغيرهم من عظماء الموسيقى الكلاسيكية الذين يحدثنا عنهم الكاتب بشكل أكثر تفصيلًا في نهاية الكتاب.
أربع ساعات من الإبداع والمتعة الخالصة، استمعت إليها صوتيًّا عبر تطبيق اقرألي.
الأداء الصوتي والخلفية الموسيقية زادا بشكل غاية في الروعة من ثراء المحتوى.
في حالة قراءة الكتاب ورقيًّا بنصح بشدة بضرورة تشغيل السيمفونية أثناء قراءة كل قصة لمواكبة إيقاع الأحداث والأجواء المحيطة بها.
اختلفت موضوعات القصص إلا أنها اجتمعت على وجود بُعد فلسفي يحكي بطريقة غير اعتيادية عن الحياة وعن الموت وعما بينهما من تأرجح طبيعيّ بين الراحة والألم.