الفكر المقاصدي والاجتهاد
تأليف
اسماعيل الحسني
(تأليف)
تحمسنا للكتابة في موضوع الفكر المقاصدي و الاعتقاد الإسلامي لأن العقيدة في تقديرنا هي الشغل الشاغل الذي ظل و سيظل العنصر المفصلي المحدد لأبعاد الإنسان الروحية و المادية... لذا لا يسعنا إلا أن نقرر أن المستوى الأخلاقي و العلمي لمساجلاتنا و لأنواع تواصلنا الإنساني هما المحك العملي لما نؤمن به و لما نعتقده.... إن الاهتمام بما هو اعتقادي، و الانشغال بالتفكير في مسائله في ضوء المقصود من جلب المصالح و من درء المفاسد أمر يعضده الارتباط الوثيق للإيمان بالعمل الصالح في الإسلام لأنه ثمرة للإيمان يغذي أحدهما الآخر.و عليه أبرزنا في هذا الكتاب ما للفكر المقاصدي من وظيفة اجتهادية في مقاربة مبادىء الاعتقاد الإسلامي و في معالجة مسائله. لا بد من التمييز المستأنف في الاعتقاد بين ما هو من قبيل المبادىء المتفق عليها و بين ما هو من قبيل المسائل المجملة التي اختلف في فهمها و في الاستدلال عليها. لا بد من هذا التمييز حتى لا تتحول الآراء الاجتهادية في العقائد الإسلامية إلى مبادىء وثوقية تكرس للروح التواكلية و للعقلية الاستبدادية و للذهنية الخرافية و ما تؤدي إليه من شعوذة و جمود و تعصب و إمعية....