اقتباسات من كتاب شبه حرب - تسليح وسائل التواصل الاجتماعي

. لم يكن بالإمكان لأخبار للعالم متغيرة الأحداث -كموت إمبراطور أو بدء حرب- الانتقال إلا بالسرعة التي بوسع الحصان أن يركض بها أو السفينة أن تبحر بها.

. لا تكافئ شبكات التواصل الاجتماعي الصدق، بل الانتشار،

الحرب هي السياسة بوسائل أخرى، أو كما وصفها بطريقة أكثر غموضًا: «استمرار الحوار السياسي لكن بإضافة وسائل أخرى» وأوضح أن الاثنتين متداخلتان: «الحرب في ذاتها لا توقف الإجراءات السياسية أو تحولها إلى شيء آخر مختلف كُلية لاستمرار هذه الإجراءات ضرورة بغض النظر عن الوسائل اللتي تستخدمها

نحن الآن نشهد شكلًا جديدًا من أشكال التلاعب بالعقول، شكلًا يتكرر بنجاح على مسرح دولي هذه المرة، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

أفضل طريقة لإخفاء شيء هي أن تخفيه على مرأى من الجميع. والأمر لا يختلف في الرقابة الحديثة. عوضًا عن محاولة إخفاء المعلومات عن أعين المتطفلين، يبقونها واضحة للعيان، لكن مع طمسها باستخدام أنصاف الحقائق والحكايات المزيفة،

شبكة الإنترنت لم تُرخِ قبضة الأنظمة الاستبدادية، بل أصبحت أداة جديدة للحفاظ على قوة هذه الأنظمة في واقع الأمر يحدث هذا في بعض الأحيان من خلال عناصر تحكم مرئية في الأجهزة المادية أو الأشخاص الذين يستخدمونها.

«إن وسائل التواصل الاجتماعي ما هي إلا ساحة قتال سياسية متقلبة. وما يقال ويشارك عليها -حتى مجرد إعادة تغريد لمنشور- له عواقب حقيقية على أرض الواقع».

حين بدأت الانتفاضة السورية، أجبرت حكومة بشار الأسد مزود خدمة شبكة الإنترنت الرئيسي في سوريا على قطع شبكة الإنترنت أيام الجمعة، لأنه اليوم الذي يذهب فيه الناس إلى المساجد وينظمون الاحتجاجات.

ألغت وسائل التواصل الاجتماعي التمييز بين المواطن والصحفي والناشط والمقاوم. بوسع أي شخص متصل بشبكة الإنترنت التنقل بسلاسة بين هذه الأدوار. وفي كثير من الأحيان، يمكن ممارستها كلها دفعة واحدة.

يعتبر رئيس الوزراء الكندي ستيڤن هاربر أول زعيم عالمي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وهو في منصبه، وذلك في عام ٢٠٠٨، ثم سرعان ما تلاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

بظهور جهاز الآيفون ظهرت وسيلة تخريبية جديدة في العالم، لكن أحدًا لم يدرك هذا يومها. وسرعان ما مثَّل هذا الاختراع تهديدًا لتجمعات العشاء العائلية، والإجازات، ومحادثات المصعد المحرجة، وحتى المفاهيم الأساسية للخصوصية.

حوَّل مارك زوكربيرج فيس بوك إلى مصدر لما يعرفه العالم عن كل شيء، بدءًا بالحياة الشخصية للمستخدِم ووصولًا إلى الأخبار العالمية.

أعتقد أن ما ستفعله شبكة الإنترنت بالمجتمع، سواء كان سلبيًّا أو إيجابيًّا، سيفوق الخيال بمراحل. أعتقد أننا على أعتاب شيء مبهج ومرعب في آن، شيء سيعيد تشكيل أفكارنا حول ماهية الوسائط.

اعترف إيفان ويليامز -وهو أحد مؤسسي تويتر- بقوله: «اعتقدت أنه بمجرد أن يتمكن الجميع من التحدث بحرية وتبادل المعلومات والأفكار، سيصبح العالم مكانًا أفضل تلقائيًّا، لكني كنت مخطئًا في هذا».

تحولت شبكة الإنترنت -التي كانت ذات يوم مكانًا لطيفًا مبهجًا للتواصل- إلى النظام العصبي للتجارة الحديثة، بل وأصبحت ساحة قتال يتم فيها تسليح المعلومات نفسها.

صمم المهندسون المسؤولون عن وسائل التواصل الاجتماعي منصاتهم بحيث تُحفِّز المستخدمين على إدمانها يطلق الدماغ دفقات صغيرة من الدوبامين حين ينشر المستخدم شيئًا ويتلقى ردود فعل من الآخرين عليه، ما يسجن الدماغ داخل دائرة من المنشورات والإعجابات والمشاركات وإعادة التغريد.