اقتباسات من رواية كان لي وطن

وإن صحّ قوله لمْ أستسغ يوماً عدم انحيازه لأي الفريقين، وكأنه لم يستشعر قط بالانتماء لأحد..

شتان بين أنْ يكون الصمت راحة وطمأنينة وبين أن يكون الصمت هو العدم، انعدم الوجود من حولك أو الإحساس بنبضك، عدم يفضي عن موت القلوب.

‫ وهل تموت القلوب التي أحبت؟

خرج من غير أن يمهلني لحظة، إلا أن عاملاً إنسانياً بي قرر ألا يُهمل شعور الامتنان ذاك، لحقتُ به، رفعت صوتي: "شكراً"

أما اليوم فكان مِن الأسهل عليَّ أن أمسح على زجاج النافذة لعلِّي بها أمسح على قلب ذاك المُشرَّد وأخفِّف عنه مِن مصائب دنيا قد أخذَت منه ما أخذَت.

حتى بعد انشقاقنا عن الحب، ما زال الحُب غائماً مسدِلاً عمائِمَهُ من حولنا، إلا أنَّ كل ما حولي من بعده كان كأوطانٍ صغيرة لمْ ترفُض أنْ تحتويني، وما رفضتُ احتواءَها، ولكني لم أُحبِّذ خلوها منه، فحتى الحب في صبابةِ أيامه، ورغماً عن هُيام مُحبِّيه تذبحُه المسافة قسراً، فهل حافظَ لِقاءٌ مُدقع على حُب مُتقدٍ قط؟

وما هو الوطن غير ابتسامة أب وحنان أم، وإخوة يجتمعون حول أكواب الشاي، أو حَفنةٍ من الأطفال يركضون هنا وهناك، يتبادلون الضحِكات ويتراشقون المُداعبات، ويلهون كمن لم يُلهِه تفكيرٌ بمتطلبات الحياة، عثراتها وخُزعبلاتها قط.

أهدي هذا الكتاب لكل قاطعي دروب الحياة المعتقدين أن مرورهم لَم يُحدِث أثراً.

.

عجبني الإهداء... شعرت أنه للإنسان العادي