فمن العادات اللاشعورية تُشتقُّ أخلاقٌ حقيقية، ويقوم ثباتُ الحضارة على عاداتٍ أصبحت لاشعورية.
وتُمثِّل هذه العادات دورًا عظيمًا في حياة المجتمعات، وهي توجِدُ وَحدةَ الفكر والعمل اللَّذَين لا يمكن أن تدوم بغيرهما حضارة، فمتى خسرت أمةٌ ما يوجِّهُ نشاطها من عاداتٍ ارتجَّتْ وفق المصادفة وسقطت في الفوضى، ولولا العادات اللاشعورية التي وجَّهَتْ حياة البشرية ما كان لها تاريخ.
فلسفة التاريخ
نبذة عن الكتاب
تتألَّف فلسفة كل علمٍ من مبادئه العامة، وإذا تحوَّل هذا العلم تحولت فلسفته أيضًا..ويعاني التاريخ هذه السُّنَّة العامة، وإذ تزول المبادئ التي كانت سندًا له مناوبةً فإنه يبحث عما يَعْتاض به من أُسسه السابقة في التفسير. وإذ يقتصر التاريخ على عرضٍ بسيطٍ للوقائع التي كان العالم مسرحًا لها يَلُوحُ كُدسًا من الملتبسات الصادرة عن مصادفاتٍ مفاجئة، وتُبسَطُ أهم الحوادث فيه من غير صلةٍ بَيِّنة، ويؤدِّي أدقُّ العلل وأصغرها إلى نتائج عظيمة جدًّا. وتنشأ الحوادث التي يتألف منها التاريخ عن عوامل مختلفة، ومن هذه العوامل ما هو ثابت كالأرض والإقليم والعِرق، ومنها ما هو عارضٌ كالأديان والغَزَوات، … ومبدأ العلة هو من أكثر ما يشغل بال الفلاسفة، وإذا ما نُظر إليها من الناحية العملية وُجد أنها تدل على حادثة تؤدي إلى أخرى، وفي التاريخ تَبلغ الحوادث من الانتظام ما يجب أن يُرجَع معه إلى مَدًى بعيد جدًّا أحيانًا، لتعيين تعاقُب العوامل التي أدت إليها.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 262 صفحة
- [ردمك 13] 9789778628722
- وكالة الصحافة العربية
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
100 مشاركة