ماادري
لا عليك : خماسية باتريك ميلروز 1
نبذة عن الرواية
"د الساعة السابعة والنصف صباحاً، تقدَّمتْ إيفيت على الممشى، حاملة الغسيل الذي كانت قد كوَتْه في الليلة السابقة، في طريقها إلى المنزل. أصدر صندلها صوتاً خفيفاً وهي تشدّ أصابع قدميها عليه لكي تمنعه من السقوط، وجعل شريطُهُ المحلولُ مشيتَها غير ثابتة على الأرضيّة الحجريّة، المُحزَّزة. وعلى الجدار، تحت صف أشجار السروّ الممتدة على طول الممشى، رأتْ الطبيب واقفاً في الحديقة...."التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 136 صفحة
- [ردمك 13] 9789933655433
- دار المدى
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
رواية "لا عليك" هي الجزء الأول من خماسية "باتريك ميلروز"؛ والدافع الأساسي الذي جعلني أقرر قراءة الخماسية –بل والاستمرار في قراءتها بعد الجزء الأول- هو مشاهدتي للمسلسل المقتبس المُكون من خمسة حلقات منذ سنوات؛ كل حلقة تُمثل جزء من السلسلة، وما أتذكره من تجربة المشاهدة أن المسلسل كان رائعاً، سوداوياً، مؤلماً، وأداء "بيندكيت كامبرباتش" كان من طراز رفيع كعادته.
تبدأ الرواية بالتعرف على شخصيات عائلة "ميلروز"، الأب "ديفيد"، الأم "إيلانور"، وأصدقاء العائلة "فيكتور" و"نيكولاس" و"بريدجيت" و"آن"، مع توضيح علاقة كلاً منهما بالعائلة، ومدى قربهم، وطبيعة شخصية كل واحداً منهم، وأيضاً فلسفته، ويتطرق السرد إلى مواضيع عديدة فلسفية وأدبية، مع الوضع في الاعتبار ظهور قليل لمن المفترض أن يكون بطل السلسلة "باتريك ميلروز"، ولكن بالرغم من قلة ظهوره، إلا أن تلك الأوقات القليلة كانت كافية لنفهم حجم المعاناة التي يعيشها طفل في الخامسة من عمره مع عائلة من هذا النوع غريب الأطوار، والمختل بشكل واضح، وعندما تقرأ الرواية ستفهم هذه النقطة تماماً. الأحداث والسرد كان أكثر الوقت مع "ديفيد ميلروز" الأب والكاتب، ذو الطبع القاسي والمتجهم، في خمسينيات عمره، لكنه لا يزال بصحته وبجنونه وشطحاته، قام بأفعال غريبة ومُثيرة للاشمئزاز، حتى في عمره الحالي، وكما قالت "إيلانور" أنه لم يكن كذلك أبداً، وذلك التحول الذي أصبح عليه، مُستحدث، ولكن ذلك لا يمنع أنه كانت توجد لمحات منه في الماضي البعيد عند بداية تعرفهما الغريب للغاية.
على الرغم من أن الرواية صغير الحجم -136 صفحة- ولكن سردها مُعقد وكثيف، تيار من الجمل التي تحتاج إلى تركيز، الإحالة إلى إشارات مُتعددة، واضحة وخفية، أدبية واجتماعية، أراء مُختلفة وأحياناً غريبة ومُقرفة، ولكن عندما تفهم طبيعة الشخصيات –المادية على الأخص- وتلك الرفاهية التي يعيشون فيها، فتفهم صورة عامة عن أحاديثهم، وذلك الحديث المُلتهب على مائدة العشاء في آخر فصل، والمبارزات الكلامية التي تتضمن دلالات وإحالات أكثر إلى الحياة الشخصية.
ذلك التعقيد للحكاية كان عاملاً رئيسياً لأن تغرق الرواية في الملل، حتى تلك الأحاديث المُثيرة للاهتمام تجدها لا تخدم الحبكة بشكلاً ما –والحبكة هنا أعرفها بسبب مشاهدتي للمسلسل المُقتبس مُسبقاً كما ذكرت- فكان السرد يمتد وينتهي وتخرج منه بلا فائدة، ما عرفته عن الشخصيات تعرفه من الأحداث من الرهبة حولهم وليس من تيار السرد والحكايات غير المترابطة في أغلب الأوقات، لا أنكر أنها كانت مثيرة للاهتمام، ومختلفة، ولكنها مملة على مستوى الرواية ككل، وعلى الأخص عندما تشاهد حلقة المسلسل المُقتبسة عن الرواية وهي الحلقة الثانية من المُسلسل، تجد أن أغلب تلك الأحاديث تم قصه، وتم التركيز على الأحداث المهمة والأفعال الغريبة الشاذة، التي تُقربنا من حالة "باتريك ميلروز" ومأساته الشخصية في العيش مع عائلة بهذا التعقيد والسوء الشديد، وكانت الحلقة شديدة الجمال والتأثير، فوجدتها أكثر إمتاعاً وتوصل الأحداث والأفكار بطريقة مفهومة وواضحة أكثر من الرواية.
أظن أنني لو لم أعرف الحكاية مُسبقاً، وأنني قرأت عن الروايات مُسبقاً أنها تتخذ نسق تصاعدي، لكنت توقفت عن السلسلة بعد هذا الجزء، وأيضاً ما يُساعد في الإكمال أن أغلب الأجزاء متوسطة الطول لا تتعدى مائتين صفحة إلا في الجزء الرابع؛ أطول الأجزاء.
فلذلك سأكمل السلسلة آملاً أن تتخذ منحنيات مرتفعة أفضل من هذا الجزء.