اقتباسات من كتاب شموس لا تغيب (رحلة في خبايا النفوس...تجارب ودروس)

إن التقدم والرقي لا يتحققان بالسياسة والمال فحسب، بل يتحققان بالأساس، وهو إعداد الجيل الذي يسهم في إيجاد بنية ذاتية متطورة، تعزز التقدم المنشود، وتكرِّس الرقي المطلوب.

من أهم المشكلات التي تواجه الأمة اليوم هي: الإنسان وبناؤه بناءً منفصلًا بتراثه وثقافته متفاعلًا مع عصره، وملتزمًا بقضايا مجتمعه وأمته، وإذا أُهمل الانسان نشأ بلا تربية، وانفصل عن جذوره، وضاع وأضاع مَن حوله.

وصف الحافظ الذهبي نشأة ابن حزم فقال: “نشأ في تنعم ورفاهية، ورُزق ذكاء مفرطًا وذهنا سيالًا وكتبًا نفيسة كثيرة”.

“ما نزل البلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة” وكثرة الاستغفار والدعاء “إن الدعاء والبلاء يعتلجان حتى يغلب الدعاء البلاء” وهي أسباب غاية في الأهمية جنبًا إلى جنب مع الأسباب المادية الظاهرة.

“ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاسُ”.

فالحياة والموت سلسلة متواصلة، لذا يجب على كل أم تنمية الوازع الديني في أولادها لتحميهم من شرور وآفات الدنيا، ومن عقاب الله في الآخرة، وهي المثل الأعلى لأبنائها بأخلاقها ومبادئها وتصرفاتها، فمن خلال الأم الصالحة ينشأ الولد الصالح ومن ثَمَّ المجتمع الصالح.

“هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر”

الإمام الطبري

وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: قال الفضيل: “المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير”. وقد قيل: “من أمر أخاه على رؤوس الملا فقد عيَّره”.

تساعدنا الرؤيا الواضحة في معرفه طبيعة المرحلة التي نحن فيها، والأولويات التي ينبغي البدء بها والسير فها، وإلى أين نريد أن ننتهي، وبفضلها ندرك حجم التحديات التي نواجها، وبذلك نستبصر معرفة الذات، ونكتشف الطاقات والأهداف عن طريق بناء هذه الرؤية التي تجعل الانسان فاعلًا وقادرًا على برمجة ذاته وخط طريقه!

كان الإمام النووي مهيبًا قليل الضحك، عديم اللعب، يقول الحق وإن كان مرًّا، لا يخاف في الله لومة لائم، وكان الزهد والورع أهم ملامح شخصيته

قال فيه الإمام أحمد بن حنبل:

‫ “ما أحد أمس بيده محبرة ولا قلمًا إلا والشافعي في رقبته منَّة، ولولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث، وكان الفقه مقفلًا على أهله حتى فتحه الله بالشافعي”

لم يمنح دين سماوي أو وضعي العقل البشري ما يستحق من تكريم كما فعل الإسلام، فالتفكير في نظر الإسلام ليس مجرد حق، بل هو فريضة دينية لا يجوز للإنسان أن يتخلى عنها بأي حال من الأحوال، وإلا تخلى عن إنسانيته، وتجرَّد من أهم ما اختصه الله به.

ويقول ابن تيمية: “اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن كتاب الله والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب”

وقد لحق الشافعي بقبيلة هذيل العربية ليتعلم اللغة والفصاحة -وكانت هذيل أفصح العرب- ولقد كانت لهذه الملازمة أثر قوي في فصاحته وبلاغة ما يكتب.

فهو هاشمي النسب من جهة أبيه وأمه، وكان يقال: “لا ترى هاشميًّا ولدته هاشمية إلا علي بن أبي طالب والشافعي…”. إلا أن هذا القول فبه بعض المبالغة، فهناك آخرون حازوا هذا الشرف.

يقول الإمام الغزالي في كتابه “ميزان العمل”:

‫ الشكوك هي الموصلة إلى الحق، فمن لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقي في العمل والضلال.

يقول ابن رجب الحنبلي: “إن الشباب داعٍ للنفس إلى استيفاء الغرض من شهوات الدنيا ولذاتها المحظورة، فمن سلم منه فقد سلم”.

ولقت ب “الغزالي” نسبه إلى “غزالة” -بتخفيف الزاي - وهي بلدته التي وُلد فيها، والغزالي -بتشديد الزاي -نسبه إلى الغزال، حيث كان والده يحترف الغزل، وهي نسبة صحيحة أيضًا.

ولو وقف الجاحظ عند فقره لما بلغ معشار ما بلغ، كما أنه لو وقف عند دمامته لما خرج للمجتمع أصلًا، لكنه كان قوي النفس، راجح العقل

ويقول سهل بن عبد الله التستري: “العلم أحد لذات الدنيا، فإذا أعمل به صار للآخرة”