هذا كتاب سابق زمانه ، أتخيل أجيال بعد مية سنة بيهتمون به لأن فيه اخبار و طريقة شاملة لحقبة زمنية غير مرغوب حاليا في التعريف بها !
لا أدري لماذا
لكن كيف يفسر أن أكون مصرية و لا اعرف شي عن هذا التاريخ القريب للخليج و رجالات مرحلة مهمة في تغير المنطقة ! رغم معرفتي و معرفتنا جميعا للأندلس مثلا و تاريخ قصر الحمراء والاهتمام بكل رواية حتى لو بدائية تُكتب عن الأندلس ، و لا يُذاع ذكر ما يُكتب عن حقبة النزاعات و بداية فكرة المدارس في الكويت المباركية ، العامرية ، الأحمدية ، و كيف كل هذا بجهود فردية ! ، نعرف عن قصر الحمراء اكثر ما نعرف عن القصر الأحمر ؟!
لهذا أجد الكتاب شيق رغم أنه يسرد سيرة قد تكون معروفة للكوايته
عبدالعزيز الرشيد
و رغم أن شخصية القناعي يوسف بن عيسى قد جذبتني اكثر إلا أن كل هؤلاء كنت عنهم في غفلة حتى تقدمت ست نجمة بجميل حرفها في زخرفة سيرتهم
و كما انتقدت نفسها في النص بأنه يلهج بالعامية أحيانا إلا أنها بسيطة رغم ذلك و لو كانت عملا دراميا فعلا لكانت أشد وضوحا
لقد اسهبت في ذكر محاسن الملك و اسرته ، و ربما يأتي الزمان بأسرار الماضي و كيف كانت اختيارات مدفوعه من قبل الانجليز ( فلم يحكم أحد في المنطقة بعد تسليمها لهم من الاتراك إلا ممن يُرضى عنهم )
لكن هذا سيجعل النص للاجيال القادمة دليل على كيف سارت الامور .
الحوارات ايضا كانت كثيرة و بتفاصيل كثيرة تشبه السيناريو لكن هذا مما وضحته الكاتبة في البدء
يُخيل إلي لقلة الدعم لهذة السيرة و مما قدمته من تحايل في ذكر اسم الشخص صاحبها من عبدالعزيز الرشيد ب عبدالمحسن الصوال لكثرة صولاته ربما ،
يخيل إلي أن هناك أمر جلل ! و اهرع للجزء الثاني حتى أفهم لماذا هذا التحفظ
اعجبني ايضا توسيطها الشيخ صاحب السيرة بين نموذجين ، كلاهما يعيش تحت نفس النمط الثقافي لكن أحدهم وهو أبو الشيخ يكثر الزواج
و الاخر الجار لا يتزوج إلا من احبها و لا يتزوج معها حتى مع عقمها ،، و هي تفصيلة تمرر ما استغلق علينا من فهم أن هذة الأمور الحياتيه هي دائما أمور شخصية و يستغل الشخص الدين و العادات لدعم ميوله فقط و من أراد التسامي سيجد لذلك سبيلا
لهذا رغم شدة الشيخ في افكاره عن المرأة و يصعب فهم أن يكون شخص تنويري و هو يعامل المرأة بظُلمة ، لكن يشفع له أنه غير مهتم أصلا بأمور الدنيا و لو تُرك من أبويه لما تزوج كما توشي طبيعته
فهذا أفضل حالا ممن يفهم الدين كدافع للزواج و تكراره .
و هذة ايضا تفصيلة جديدة عن الحقبة الماضية أن يكون رجل مهتم بسرد كيف حقر الدين المرأة و كأنه بذلك يدافع عن الدين ! و يرد على المنفتحين ، ثم هو في نفس الوقت يرد بقوة عمن يحرم تعليم الجغرافيا و الانجليزية ،، فالحياة في هذة الحقبة كانت متعددة الظلمات و كلٌ يرد ظلمة ظلمة .
شكرا أبجد و شكرا جدل و شكرا استاذة نجمة