سعادة

نبذة عن الرواية

"لكل من اسمه نصيب" كم مرة سمعت هذه العبارة وعبرتها دون أدنى اهتمام، إلا تلك المرة توقفت أمامها كثيرا، أحسد جوزيه ساراماجو لأنه استطاع تذكر أدق تفاصيل طفولته، والولد العفريت "جاك" في فيلم Room لأنه قال في الخامسة من عمره: إنه يعرف كل شيء. أنا الآن في الأربعين من عمري؛ وأشك في معرفتي شيء.. اسمي سعادة ودون أية مبالغة: لو لم يكن اسمي غريبا لتوقعت نسيانه في يوم ما.. قليلون جدا من لم يسخروا من اسمي بمناداتي "سعادة البيه" وكثيرون ينادونني "سعادة البيه" من باب المحبة، والدعابة أحيانا. لم يزعجني اسمي؛ بل اعتبرت نفسي محظوظة به؛ لكونه غير شائع.. لكني لا أعرف نسبة حظي من اسمي بالضبط، ومسألة التقييم كي تصبح عادلة يجب أن أراعي فيها بأمانة تامة كل ما مررت به في رحلتي.. وربما لأفهم حاضري أيضا يتوجب علي استرجاع ماضي بالاعتماد على عكاكيز الوصول.. لمعرفة طفولتي أو محاولة فهمها أعتمد على عكازين ضعيفين: العكاز الأول ذاكرتي التي رغم تشوشها من حين لآخر أثق فيها إلى حد كبير؛ لأن كل ما مكث بها ولو بدا تافها ساهم في أن أكون أنا بما لي وما علي..