سأل (غوته): «إن كان هذا هو الإسلام، ألسنا كلنا نعيش بالإسلام؟» رد (كارلايل) قائلًا: «بلى، كلنا نعيشُ به، كلُّ من كان في حياته خُلُقٌ».
رحلة الحج إلى مكة
نبذة عن الكتاب
"لا يصف الكلامُ أثر الحج على النفس، فالالتحاق بهذه الجموع الغفيرة الآتية من بقاع الأرض كلها ليقيموا هذه الشعائر المقدسة في هذه البقعة المكرمة، والاجتماع بهم في تواضعٍ لله وإجلالٍ له، هذا خلق الإسلام يتجلى فيملك عليكَ نفسك، إنها لنعمةٌ من أعظم نعم الله على البشر أن تتشرف بالمشاركة في هذه التجربة التي تلهُم الروح كلَّ الإلهام؛ عند زيارة مهدِ الإسلام، والسير على الأرضِ نفسِها التي شهدت جهاد رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومعاناته الطويلة في سبيل ردِّ بني آدم إلى الله، فإنك تعيش تلك السنوات الأولى التي امتلأت بالتضحية والشهادات، فتنير قلبك بالنور الإلهي الذي أنار الأرض كلها، وليس ذلك كلّ شيءٍ، فالحجُّ فوق كل ذلك يجمع المسلمين على قلب رجلٍ واحد، إن كان من شيءٍ يجمع شتى قُوى الإسلام ويطرح في قلوبهم المودة فذلك هو الحجُّ، فتكون بقعةٌ واحدةٌ ملتقى للناس يهرولون إليه من شتى أطراف الأرض، ويجعل لهم موعدًا سنويًّا يلتقون فيه، ويتعارفون، فيتبادلون الرؤى والتجارب، بذلك يجمعون جهودهم نحو الصالح العام، تقصر المسافات، وتُنَحى الاختلافات الطائفيَّة جانبًا، تُطمس ألوان الناس وأعراقهم على اختلافها في أخوة هذا الدين الذي يؤلِّف بين كل المسلمين، ويجعلهم على علمٍ بعظمة تراثهم. ولما تنتهي النسك الدينـيَّـة؛ يـأتي التجَّار من كلِّ البلاد، فيتكلمون في أمور البيع والتجارة، ويكتبون العقود، ويعقدون الصفقات، ويأتي القضاة والفقهاء فيتناظرون فيما بينهم من أمور الدين والفقه، والعلماء يناقشون العلوم وآخر ما جدَّ فيها، والأدباء يناقشون الأدب، والاقتصاديُّون يناقشون الاقتصاد، والسَّاسة يتناقشون في أمور السِّياسة المحليَّة والدوليَّة، ليس الحجُّ مجرد شعيرةٍ دينيةٍ للمسلمين، بل هو لهم مثل عصبة الأمم، والأكاديمية العالميَّة للعلوم والفنون، والغرفة التجارية الدوليَّة في آنٍ واحدٍ."عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 306 صفحة
- [ردمك 13] 978-9921-758-38-2
- دار ديوان للدعاية والإعلان والنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
102 مشاركة