دي قراءة ثانية جديدة عبر تطبيق أبجد بمناسبة عيد ميلاد دار نشر كتوبيا العزيزة
قراءة جديدة على أبجد ✅
أصعب سؤال بعد الإنتهاء من قراءة ذلك العمل هو من أين نبدأ المراجعة؟
بمجرد أن قررت البدء فيها ولم أتركها من يدي إلا بعدما أنهيتها وهذا يدل على أنها رواية جذابة مليئة بالأحداث والتشويق وكما هي العادة تلك السطور والمراجعة ما هي إلا رأي شخصي فقط وإنطباع قد أصابني.
ويمكن هنا أن نتحدث عن الإنطباع الأول عن الرواية من خلال الغلاف وأسم العمل فنحن هنا نتحدث عن البشرات والنبضة الأخيرة للأندلس وهو عمل تاريخي يتناول ثورة البشرات أو حرب البشرات ما بين (1568-1571) والمشكلة هنا في هذا العمل التاريخي أن النهاية معلومة بشكل ما وكنت كقارئ متوقع موت أحد الأبطال وأن تتناول الرواية محاكم التفتيش والتعذيب والتنكيل والشعور بتلك الغصة المريرة في كل صفحة.
ولكن مع بداية القراءة تحمست بشكل ما ففي بداية الأمر كانت الرواية أشبه بروايات فارس الأندلس للراحل نبيل فاروق مع الفارق في التقديم والأسلوب بالطبع، إلا أنني شعرت أن الرواية سوف تتناول مجموعة من المغامرات والمهمات المستحيلة في هذا العصر ولكن سرعان ما تبدلت الرواية لتبدأ الأحداث التاريخية والحق أن الكاتب هنا كان يرتكز على البشريات والأمل والانتصارات ويحاول تجنب إصابة القارئ بمرارة الهزيمة واليأس حتى أنه وفي مرحلة ما تناسيت معرفتي بالنهاية المعلومة وشعرت بالتماهي مع أبطال الرواية والشخصيات الجميلة الجزلة فيها.
وهنا نأتي للحديث عن شخصيات الرواية فهم أربع شخصيات رئيسة في الرواية إلا أن هناك زخم واضح في الشخصيات الفرعية التي كانت كثيفة وكثيرة وتحتاج من القارئ إلى التركيز.
إلا أن الشخصيات كلها تم العروج عليها بالوصف الجيد ولا يمكن أن نقول أن كل شخصية قد نالت من التقديم والتعريف الكثير ولكن يمكن القول أن كل شخصية كانت مؤثرة في الأحداث بشكل ما سواء في أحداث الرواية أو الحدث التاريخي.
أما عن السرد في الرواية فقد كان شاعري إلى درجة كافية مما يجعلك تنسجم مع الطبيعة والمكان والزمان وقد حافظ الكاتب على المصطلحات البسيطة واللغة العربية الفصحى الراقية في كل فصل من فصول الرواية.
بينما الحوار فقد كان جزلا غير كثيف بالمرة بل لا تكاد تشعر به من الأساس في خصم السرد الراقي.
وكما العادة عندما يحدث إنسجام مع عمل ما أن تأتي النهاية سريعا ولكنها في تلك المرة كانت سرعة جدا تتناسب مع الحدث التاريخي ومؤثرة.
أما عن سلبيات العمل فهي قليلة جدا 2 فقط وهي سلبيات غير ملحوظة إلا لقارئ على مثل حالي يدقق في كافة التفاصيل فلقد بدأت الرواية بشكل روائي جذاب ثم مع بداية الأحداث التاريخية بدأ الكاتب يستعرض الأحداث التاريخية التي جاءت منضبطة حقيقية بطريقة وصياغة غير روائية مثل الفصول الأولى حتى وصل الأمر إلى وجود بعض المقاطع التي يمكن أن تكون مقالية وإن جاءت بشكل جذاب غير ممل.
أما عن السلبية الثانية فهي أن العمل صغير الحجم لم يتجاوز الـ 200 صفحة ويمكن أن نقول عنه مضغوط جدا وشعرت وكأن هناك حذف للكثير من المشاهد والمواقف والأحداث، فمن وجهة نظري الشخصية كان العمل يحتاج إلى ضعف عدد الصفحات والتركيز على المهام والمعارك والفروسية والمغامرات وكانت القماشة أو الخامة في العمل تسمح بهذا والشخصيات تتحمل الكثير والكثير.
في النهاية البشرات رواية جميلة جدا ذات روح وفكرة وموضوع محبب لي شخصيا وأجدها فعلا من الروايات التاريخية البسيطة التي يمكن أن تجذب القارئ الشاب والناشئ للتعرف على التاريخ وعلى فترة من الفترات المنسية الهامة.
#أحمدمجدي