مراجعة كتاب عبقرية المسيح المعركة المجهولة بين الأقباط و العقاد وثائق تاريخية
للأستاذ روبير الفارس
بقلم : علاء القسوس
أذكر أنني قرأتُ كتاب العقاد لأول مرة في المرحلة الثانوية بطبعة المكتبة العصرية بيروت - لبنان و كان العنوان على الغلاف الخارجي ( المسيح) و في الصفحة الداخلية للكتاب مكتوب ( عبقرية المسيح في التاريخ و كشوف العصر الحديث) و فيما بعد إشتريت طبعة أخرى للكتاب مصرية صادرة عن دار نهضة مصر للنشر و التوزيع التي أعادت طباعة كل أعمال العقاد الأدبية و الفكرية تحت عنوان ( حياة المسيح في التاريخ و كشوف العصر الحديث ) و أنا مثل غيري من الناس لم أدرك المغزى من تغيير العنوان إلا عندما فاجئنا الأستاذ روبير الفارس بطباعة كتابه النفيس هذا و نشره في معرض القاهرة الدولي للكتاب لسنة ٢٠٢٣ الذي ينبئ عن وجود معركة فكرية مجهولة بين العقاد و الأقباط على مختلف طوائفهم حول كتابه (عبقرية المسيح ) و سر تغيير عنوان الكتاب من ( عبقرية المسيح ) إلى ( حياة المسيح ) و قد قدَّم الأستاذ روبير الفارس مادة تاريخية وثائقية وافية و كافية حول العقاد و صراعاته الفكرية مع خصومه من الطرفين المسيحي و الإسلامي الذين تلقوا كتابه (عبقرية المسيح) بمختلف المواقف فمنهم من مدح الكتاب و أظهر محاسنه و منهم من إجتهد لإظهار مساوئ و أخطاء الكتاب سواء من الجانب العقدي الإسلامي من حيث إظهار أن العقاد في نهاية كتابه ( عبقرية المسيح) كان مُحتاراً في كيفية نهاية حياة المسيح على الأرض لأن الإعتقاد الإسلامي يقوم على فكرة نجاة المسيح من عملية الصلب و أن الصلب وقع على شخص آخر ألقى الله عليه شبه المسيح حسب ما جاء في سورة النساء في القرآن الكريم آية ١٥٧ أو من الجانب اللاهوتي المسيحي الذي يُصِرُّ على إعتبار حدث موت المسيح على الصليب و قيامته من بين الأموات هو حدث تاريخي بحت بعيداً عن تأويله و تفسيره لاهوتياً و عقائدياً و من الأمور التي ناقشها الكتاب و تعرّض لها هي أن إسم كتاب (عبقرية المسيح ) مقتبس من عناوين كتب أجنبية مثل (يسوع رجل العبقرية ) و كتاب (عبقرية المسيحية ) و أن السيد المسيح لا يجب وصفه بالعبقرية لأن ذلك يتعارض مع لاهوته الذي يؤمن به المسيحيون كما جاء في معرض الرد المسيحي على كتاب العقاد و يختم الأستاذ روبير الفارس كتابه بعبارة أكثر من رائعة أود أن أقتبسها هنا ((كل منا أسير كتابه و معتقداته و تراثه و الحوار البنّاء يقرب المسافات )) .