الليل كاملاً منشدين:
لا شيء نقرأه
ولا مكان نقصده
المكتبة مغلقة
وصرنا يتامى
المكتبة المظلمة
نبذة عن الرواية
عزيزاتي أمينات المكتبة: يمكنكنّ الاعتزاز بامتلاك قاعة قراءة مليئة، لكن أتعلمنَ من يشغلها؟ من هم؟ من أيّ سلالة خبيثة؟ ثمّ ماذا يفعلون هنا؟ هل يشتغلون؟ علامَ يشتغلون؟ لمصلحة من؟ ألديهم مشغّل أم تراهم يعملون لحسابهم الخاصّ؟ أَتمّ حثّهم على المجيء أم جاؤوا من تلقاء أنفسهم؟ هل قَدِموا بسبب دوافع خاصة؟ وفي هاته الحال، أيّة دوافع؟ هل تكفي زيارة المكتبة ليُعدَّ المرء قارئاً؟ كم قارئاً يوجد في هذه القاعة؟ هل علينا أن نطلق عليهم صفة قراء؟ كيف نميّز قارئاً حين نلمح أحدهم؟ ستقلنَ لي: ليست الكتب من خلق القرّاء. هذا صحيح فالفضل لا يعود إلينا، ولا يعود إلى المكتبة أيضاً. كان ثمّة قراء قبل افتتاح المكتبة، وسيبقون حتماً بعد فنائها. كان الناس يقرؤون قبل بداية صدور الكتب، وسيواصلون القراءة حتى بعد إصدار آخر كتاب. ليس السؤال بشأن معرفة ما إذا كانوا سيواصلون القراءة، بل بشأن ماذا سيقرؤون، وكيف؟ هل سيقرؤون كتباً؟ وكم منّا سينجو؟ وما مصير أولئك الذين يلفظهم القرّاء؟التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 112 صفحة
- [ردمك 13] 9789921774825
- منشورات جدل
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية المكتبة المظلمة
مشاركة من Heba badr
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
"صرنا اليوم في حاجة إلى مكتبة تتفاعل معنا، وتفسح لنا المجال لاكتساب المعرفة واللهو والعمل على حد سواء، مكتبة تُمكننا من الالتصاق بحاضرنا، فلا نضيع هذه الفرصة الرائعة لنطور من أنفسنا، ونستغل عروض الشغل التي تناسبنا. نحتاج إلى مكتبة تمكننا من إثراء قدراتنا الفكرية."
قام الكاتب الفرنسي "سيريل مارتينيز" بخداع جميع القراء عندما قال أن النوع الأدبي لهذا الكتاب هو رواية، ولكنه في الحقيقة يصلح لأن يكون كتاب أفكار دسم، عن القراءة، والمكتبة، والقراء، والأدب، بالإضافة إلى تنبؤات سودواية مُظلمة عما تتجه إليه القراءة، فإطلاقه على كتابه رواية هي خدعة من النوع الجيد، والتي ستُفهم بشكل أكبر لماذا هي جيدة عندما تقرأ الكتاب؛ فهناك أحد الفقرات التي شرحت تلك الخدعة بذكاء ماكر، وسخرية كبيرة.
يُناقش "سيريل" المصير الذي أصبحت تتشكل حوله فعل القراءة، وذلك الاتجاه الذي نسلكه بسرعة الضوء نحو الاستغناء عن الكتاب الورقي، وتبديله بكتاب إلكتروني، سخر وانتقد من الطرق الحديثة العديدة التي أصبحت تنتهج كل شيء ليجعل الكتاب الورقي من العصور البائدة، سخر من القراء الذين تؤجرهم المكتبة ليقرأوا، تحت مسمى القراء المُتعاقدين، الذي يأخذون أموالاً مقابل القراءة وتلخيص ما قرأوه؛ والذين بمجرد أن يخرجوا من المكتبة ينسوا كل ما قرأوه وكأنه سراباً.
رغم أنني قُلت أن هذا الكتاب ليس رواية بمفهوم الرواية، ولكن ذلك لا يمنع أن النهاية الكابوسية التي مُهد لها جيداً من بداية الأحداث، ستكون كابوساً علينا كقراء لو حدثت، فهذا الكتاب يُعد صرخة في وجه ما يجعل الكتب الورقية تختفي، تلك التسهيلات التي أصبحت عليها عملية القراءة فيندثر الفعل نفسه، إلا تلخيصات وأفكاراً، أو مصادر على شبكة الإنترنت، وتُحول انتماء القراء إلى ثقافة زائفة، وتجعل المكتبات مُظلمة ومُقفرة ولا يوجد بها أي رواد، فتُغلق المكتبات تبعاً لاندثار الكتاب الورقي.
الرواية على الرغم من قصرها، فسردها المكثف والواثق والساخر سيجعلك تتعلق بكلماتها، وتظل نهايتها كابوساً جاثماً تخاف أن نتحول إليه في أحد الأيام.
بكل تأكيد يُنصح بها.