اقتباسات من رواية بيانو فاطمة والبحث عن حيوان رمزي جديد للبلاد

في حديقة الحيوانات» ومن التصريح يتضح أن الأثمن في كل هذه الشروة هو جلد الحمار وأثمن ما في جلد الحمار هو سرُّه التنشيطي الأفرُدتيكي لكن هذا السر الحميري لم يكتشفه الصينيون وحدهم، بل سبقهم إليه رئيسي الخبرة، ومن زاوية مختلفة

فحمارنا المصري مميز جدّا وله وجود راسخ في بيئتنا، من بحري للصعيد، وهو ليس وقفا على استحماره في القرى، بل هو يُستحمَر أيضا في المدن، فيمكن أن تراه يجوب شوارع العاصمة، حتى الراقية منها، مثل المهندسين والزمالك ومعادي السرايات وروكسي

من جاموسنا الوطني، نتخذ الكندوز الذي وصل سعره عند كتابة هذه التكريسة إلى ستين جنيها في أفضل الأحوال، ومن عياله كنا نتخذ البتلو الذي كان له مشروع سَكَّ عليه المستوردون والمستوزرون باب النسيان، فصار كيلو كباب الحلة البتلو بأكثر من

بينما وزراؤنا ورسميونا في مصر المديونة يصرون على الطيران بالمرسيدس في الطرق وعلى الكباري التي يخلونها لمواكبهم، فيختنق الناس في زحام سياراتهم والأتوبيسات الواقفة، ويموت مرضى الحالات الحرجة في سيارات الإسعاف الجديدة البرتقالية الأنيقة، ويتعالى السخط والسباب والدعوات على أصحاب

الصغيرة التي اشتهرت لدينا باسم «القردة» هي السيارة الرسمية للوزراء والرسميين في الهند، الهند المكتفية بالقمح والغذاء برغم تخطي عدد سكانها للمليار، والشاغلة لمركز إحدى الدول العشر الأكثر تقدما علميّا في العالم، وغير المدينة لأحد في الدنيا ولو بربع روبية.

قرد هندي شبه مقدس تصوره ملحمة «الراما يانا» على أنه الإله القرد ابن الرياح، «ماروت»، لهذا يسمونه «ماروتي»، وعلى اسمه سموا سيارة السوزوكي الصغيرة الخفيفة التي تنتجها الهند ونشتريها نحن وتعد أرخص سيارة في معارض السيارات المتكاثرة كطفح الحصبة لدينا.

للهند خمسة حيوانات وطنية في حزمة واحدة: النمر البنغالي من فئة اللواحم، والطاووس من فئة الطيور، وأفعى الكوبرا من فئة الزواحف، أما حيوانها الوطني الأيقونة فهو الـ Hanuman langur وهو قرد هندي شبه مقدس تصوره ملحمة «الراما يانا» على أنه ابن للإله ماروت لذلك يسمونه ماروتي.

وهو حيوان هولندا الوطني التي نجيب منها الزبد والسمن والحليب الذي نغشه بمسحوق السيراميك، وبلغاريا حيوانها الوطني أيضا أسد، وألبانيا ضمن حيواناتها الوطنية الثلاثة يوجد أسد، وكذلك بلجيكا، وسنغافورة، ولكسمبورج.

السهوب هي جمع السُّهْب، والسُّهْب هو الفلاة، والفلاة هي الأرض الواسعة المقفرة.

‫ إذن، هذا الرمز يشير إلى أن بلادنا واسعة الإقفار، وهي شتيمة، لم نتوقف عندها لأن الإعمار صار كالإقفار، فهو لعبة الشُّطار والفُجّار .

ولدهشتنا المباغِتة فوجئنا بأن هناك حيوانا وطنيّا أو قوميّا لمصر هو «عُقاب السهوب Steppe eagle» ‫ وعلى فكرة النسور علميّا هي الـ vultures، وليست الـ eagles كما توردها الترجمات الشائعة؛ لأن الـ eagles تعني العُقبان، وهي مختلفة كثيرا عن النسور

وفي نيتي وضميري:

‫ أن أعتمد على الله وأسيب نفسي؛ لأكتب بضحك، وربما بضحك يشبه البكا، أو بكا يشنهفه الضحك، فأكرس فن القص على تقنية المقال.

وفي الغُرز والمقاهي وعوامة السمان والخريف:

‫ كرَّس الجوزة، تحديدا، أي وضع المعسل في الحجَر، ثم كلله بالتعميرة، وتوج كل هذا بجمر الفحم أو القوالح. وهي عملية تطابق المعنى اللغوي، وإن باستعارة بعيدة المنال.

و(الكراسة): إضمامة من الورق تُهيَّأ للكتابة فيها.

‫ و(المُكرَّسة) من القلائد: ما نُظِمَ لؤلؤه وخرزه في أكثر من خيط واحد، ثم ضُمت أفرُعُه وفُصِّلت بخرزٍ كِبارٍ.

«تكريسة»:

‫ في اللغة: (كرَّس) الشيء: ضَمَّ بعضه إلى بعض. ويقال كرس حياته للعلم: وقفها عليه.

مرورا بموانئ: بيريه اليوناني، فلارنكا القبرصي، فاللاذقية السوري، فبيروت اللبناني، وأخيرا الإسكندرية. وإن تبين لي فيما بعد أن الإسكندرية لم تكن نهاية هذا المطاف الطويل!

كانت هناك «إستلوفيا» أو مقهى لطيف من مقاهي أرصفة شارع «كريشياتيك» في قلب كييف، ووجدنا مكانا تحت مظلة برتقالية وزرقاء مبهجة، بينما كان هناك رذاذ من مطر الصيف العذب يصنع حولنا أقواس قزح صغيرة شفافة متعددة وبادرتني فاطمة .

«كراسني دبلوم»، أي الدبلوم الأحمر، وهو أعلى درجة على سلم التفوق الدراسي السوفيتي، لا ينالها إلا النادرون من الدارسين السوفييت المتفوقين أنفسهم، وردة حقيقية من الجنوب اللبناني بلون الحليب بالقرفة، شيوعية بلا إلحاد ولا تلوث ذكوري أو حنجوري، خدومة وذات همة.

ويظل الأدب، كل الأدب، هبة التخييل، ومُنشِدُه في الواقع، حُلمَ توقٍ ناقدٍ أو عاتبٍ أو رافضٍ أو مُعدِّل للواقع، أو محلق به وفيه؛ تحقيقا لرغبة، أو ترميما لصدع، أو تعويضا عن فقدان، أونشدانا لأمل أليست هذه نفسها ـ تقريبا ـ آليات الحلم.

تقنية التخييل الذاتي المستخدمة بضمير المخاطب المتحدث إلى ذاته والمسموع من الآخرين في الوقت نفسه، أو بضمير المتكلم المتحدث إلى القارئ والمنصت إلى ذاته معا، كما في هذين النصين، وهو ما يسميه بعض نقاد الأدب «الضمير الأول»، كما يتكئ على أسماء حقيقية لأشخاص وأماكن