اقتباسات من كتاب انت مالك؟ لماذا يدسُّ البعض أنفه في شئون الآخرين؟

وقالت أم الدرداء رضي الله عنها: «من وعظ أخاه سرًّا فقد سرَّه وزانه، ومن وعظه علانية فقد ساءه وشانه»، ويقال: من وعظ أخاه سرًّا فقد نصحه وسرَّه، ومن وعظه جهرًا فقد فضحه وضرَّه.

«واعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له شروط وصفات، قال سليمان الخواص: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الأشهاد فإنما بكَّته».

تعمَّدْني بنصحك في انفرادي

‫ وجَنِّبْني النصيحة في الجماعة

‫ فإنَّ النُّصح بين الناس نوعٌ

‫ من التَّوبيخ لا أَرْضَى استماعَه

‫ وإنْ خَالَفْتَني وعَصَيتَ قولي

‫ فلا تَجْزَع إذَا لم تُعْطَ طاعة

الحريص على أن يرى العيب والخطأ فيهم فهذا ليس بناصح، ولكنه مسيء ومفسد لا مصلح، وفاضح لا ساتر، فالتوبيخ والتعيير بالذنب مذموم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تُثَرَّبَ الْأَمَة الزانيةُ مع أَمْرِه بجلدها، فتُجْلَد حدًّا ولا تعيَّر به.

لو كان الأمر كذلك إذن كيف سأفرد عضلاتي على خلق الله، وكيف سيعلم الجميع أنني الأذكى والأعلم والأتقى، وكيف سأتلذذ بسبِّ الناس وطعنهم والخوض في أعراضهم إذا كان الأمر لوجه الله؟ لا ياعم… يفتح الله.

وَالْعَصْر، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر{(16) .

‫ ولو أننا عددنا فضل النصيحة، والآيات والأحاديث التي حثت عليها لأعيانا الجمع من كثرتها، ولكن انتظر… الموضوع ليس «سبهللة» بالتأكيد.

الذي يتحسس أفعال الناس وهيأتَهم وأقوالهم، ويقابلها بالغمز والسخرية القاتلة والتنمر الواضح ونبش الماضي إنما يفعل ذلك من أجل نفسٍ مريضة لا من أجل نصيحة مفيدة.

‫ فتقديم النصيحة له من القواعد والشروط

هنا لم يهتم قابيل بمعرفة سر رفض الله لقربانه، ولم يهتم بتصحيح أخطائه، ولم يهتم بسؤال أبيه عن سرِّ ما حدث وما الذي يحتاج لفعله ليقبل الله قربانه، وإنما -فورًا- نظر إلى قبول الله لقربان هابيل، وقتل أخاه ‫ والخلاصة ...

إهداء

‫ إلى مَن تركونا في حالنا

‫ كُلُّ الحُب!