د. نبيل فاروق ..
وطأ أرضاً لم يستكشفها كاتب من قبل، فقد كان مزيجاً فريداً استطاع أن يخاطب عقلك بأبسط لغة وأرق كلمات،
وخاطب فئة عمرية لم يكن أحد ليستطيع أن يقترب منها بالوعظ الموجه أو النصيحة المباشرة إلا وخسرها إلى الأبد، أما هو فقد استطاع بمثاليته الحقيقية وفروسيته النبيلة أن يتسلل إلى خلايا جيل كامل ليتعلق ببطل مصري ملتزم صار قدوة في الوطنية ومثل أعلى في الأخلاق وأيقونة عمل المخابرات ومازالت الأسطورة حية في صدور القراء وتنتقل من جيل إلى جيل بثبات على مبدأ غرسه في قرائه على مر السنوات،
وظل أدهم صبري أو رجل المستحيل وسيظل هو الأول كما قال عنه الدكتور فلم يسبق لبطل مصري تم سطره على الورق أن حاز هذه الشعبية الطاغية.
دكتور نبيل فاروق كان موهبة متفجرة فلم يكتب أحد قبله كل هذه الصنوف من الأدب بنفس النجاح حتى كأنه لم يكن لينافسه إلا هو،
فقد كتب سلسلة ملف المستقبل ذات الأفكار الأصيلة التي تفوقت على أفلام الخيال العلمي الهوليودية من حيث الحبكة والخيال وحبس الأنفاس واستطاع أن ينقل كما هائلا من المعلومات بأسلوب شيق جذاب لم تكن الكتب المدرسية كلها بقادرة على أن تنقل نصفها إلى عقول الشباب.
كتب سلسلة ع X 2 وهي بمثابة ألغاز قصيرة يقوم بحلها طفلين توأمين في غاية الذكاء،
وسلسلة فارس الأندلس التي عرض فيها فترة ثرية في التاريخ الإسلامي،
كتب أيضاً السلسلة الأقرب إلى قلبه على حد قوله وهي سلسلة كوكتيل 2000 التي اقترحها على أبيه الروحي "الأستاذ" حمدي مصطفى صاحب الشركة العربية الحديثة و مبتكر روايات مصرية للجيب التي تبنت موهبته منذ البداية، والتي وافق عليها بمنتهى البساطة ليطلق فيها دكتور نبيل العنان لكل ما يشتهي كتابته فخط فيها
رواية أرزاق الاجتماعية الشهيرة والتي استعرضت تاريخ مصر الحديث منذ الملكية مروراً بثورة 23 يوليو وحتى الانفتاح وما تلاه وتأثيرات السياسة الاجتماعية على المصريين من خلال الشخصيات المتنوعة في روايته، وهي الرواية التي حاول الكثير من المنتجين نقلها على الشاشة الفضية ولكن لم يكتب لها الظهور للأسف.
وأثبت كذلك نجاحه في كتابة القصة القصيرة في ذات السلسلة والقصص الساخرة وكانت أول بوابة بينه وبين القراء والتي تبنى من خلالها بعض المواهب الشابة ونشر أعمالهم وخاطبهم بمنهى الصدق والتواضع ومد جسور صداقة الورق مع قرائه من خلال هذه السلسلة.
أما سلسلة زهور فقد كانت المثال الحي على رقة الطبيب الكاتب فهي كما كان شعارها السلسلة الوحيدة التي لا يجد الأب أم الأم حرجا من وجودها بالمنزل لفرط رقتها ورومانسيتها وتحفظها الأخلاقي أيضاً دون المساس بالمتعة القصصية.
وهو أول من أصدر قصة مصورة لعمل من أعمال المخابرات، وهي قصة جاسوس سيناء، والتي نال عنها جائزة إبداع أكتوبر عام 1998
وغير ذلك من السلاسل التي نتجت عن معين لا ينضب من الموهبة الحقيقية والإصرار والعمل الدؤوب.
أصدر دكتور نبيل فاروق روايات طويلة مثل ظل الأرض، والتميمة، ورؤى، وشمس منتصف الليل، والذين كانوا، وغيرهم.
كتب للسينما فيلم الرهينة وللتليفزيون مسلسل العميل 1001 والمسلسل الإذاعي رجل المستحيل العملية شبل، وظلت محاولات أن يرى أدهم صبري النور على شاشة السينما مستمرة حتى النهاية، كما عرض له برنامج ملف الأسرار على قناة أزهري والذي تناول فيه العديد من الملفات الشيقة مثل قارة أطلنطس والذاكرة البشرية وأطباق الطائرة وأشهر عمليات المخابرات في الحرب العالمية الثانية وغيرها.
كتب دكتور نبيل فاروق مقالات في عدد من المجلات والجرائد نذكر منها مجلة الشباب وجريدة الدستور وجريدة الشرق الأوسط وغيرهم وله باع طويل في محاربة الفساد والأفكار الظلامية والدفاع عن حقوق المواطن.
الحق أنه لا توجد كلمات كافية تصف كاتبا بحجم دكتور نبيل فاروق. لقد صنع عالماً متكاملاً لم يوجد من قبله ولن يوجد من بعده ..
حازم شفيق