المنتخب من ديوان برهان الدين القيراطي (726-781هـ/1326-1379م)
تأليف
يحيى بن فهد القاسمي المكي
(تأليف)
خالد عبد الرؤوف الجبر
(تحقيق)
بُرهان الدّين القِيراطيّ أحدُ مشاهير عصر المماليك الثّاني في الأدب، شعره ونثره، وله ديوان ضخم، وهو من شعراء المديح النّبويّ، غير أنّ العناية به وبأدبه قليلة، ولهذا فات محقّقي الأدب العناية بديوانه ومختارات أشعاره.
وكنتُ بدأت النّظر في مجموع ما بلغنا من أدبه حين شرعتُ في تحقيق همزيّته في المديح النّبويّ، ثمّ وقفتُ على مختارات من ديوانه أكثرها نُتف ومقطّعات اجتهد مُختارُها في ترتيبها وفق قوافيها، واجتهدتُ في العثور على مخطوط ديوانه، وهو مجموعٌ ضخم، ضمّ أشعاره وبعض نثره.
ولعلّ مصادر العصر المملوكيّ ضمّت إلى هذه الأشعار والرّسائل مثلها، فتراجمُه تفيضُ بالأشعار والرّسائل، ويبدو لنا أنّ السّبب في إهماله أنّ الرّجل لم يكن من أهل الدّولة، ولا اشتُهِر بمنصبٍ يكون به مؤثِّرًا في الحياة العامّة، فضلًا عن أنّ حِرْفة الأدبِ -سوى لكتّاب ديوان الإنشاء وكتّاب السّرّ- في هذا العصر كانت أقلّ منزلةً منها في العصور السّابقة، وقد نضيف إلى ذلك أنّ الأدب في هذا العصر انشعبَ في مسارين اثنين: رسميّ يكادُ لا يفارقُ طريقة القاضي الفاضل في النّثر والتّقليدَ الصّارخ في الشِّعر، وشعبيٍّ انصرفَ إلى الفُكاهة والظَّرف في البيت والبيتين، وكانت منزلةُ شعراء المسار الثّاني أعلى في النّاس. وهذه الأسباب مجتمعة أثّرت في مكانة الأديب والأدب بعامّة، وقد تكون نالت من منزلة القيراطيّ قراريطَ.