اقتباسات من رواية انتروبوفاجيا

ثم صَمَت هو والطِّفْل وهما ينظران في ترقبٍ نحو الرَّجُل المُتجهم من أمامِهما لثوانٍ، ليُكْمِل "غرير" الحديث في سخرية: ‏

‫ ‏- "لربما لن يَسْعُل الآن.. ولكن يُمكنك إحصاء سُعال الرِّجال في طريق العودة وإبلاغ والدَك بها حينما تراه في القريب". ‏

"هل تعلم السبب وراء تَجَهُّم أولئك الرِّجَال؟ لقد نالت رِمال الصَّحراء من وجوهِهم وأنوفِهم وآذانِهم أثناء رحْلَتِهم، وقريبًا ستَجِد هذا الرَّجُل يَسْعُل فتخرج الرِّمال من فَمِه". ‏

‏أشْهُر مَضَت.. تَوَقَف النَّاس عن إحْصائها، ينتظرون ذلك اليوم علىٰ أملِ أن يَلوح به الفَرَج في الأفُق ويُنَجِيهم الله مما وقعوا فيه من بلاء، ولكن ما جعل الأمر يزداد سوءًا أكثر مما مضىٰ، أن شاعت في البِلاد الرؤية الأخيرة لامرأة تُدعىٰ "نيراز بنت غيث المقدوني"، كانت واحدة من إحدىٰ أشَهَر مُنَجِّمات ذلك العَصْر. ‏

"اللَّهُم اُلْطُفْ بأُمَّةِ سَيِّدِنا مُحَمِّد صَلَّىٰ الله عَلَيِه وسَلَّم".. ‏

‫ ‏"اللَّهُم ارْفَع الكَرْبَ والشَّدائد عن أُمَّةِ سَيِّدِنا مُحَمَّد صَلَّىٰ الله عَلَيِه وسَلَّم".. ‏

‫ ‏"اللَّهُم ادْفَع عن أُمَّةِ حَبِيِبِك كل سُوء، وارْفَع عَنْهُم كل بَلاء".. ‏

‫ ‏"اللَّهُم إنَّا نَدْعُوكَ أن تُزِيلَ الهَمَّ وتَكْشِف الغُمَّة اللذَّيْن أصَابَا هذِه الأُمَّة". ‏

‫ ‏"اللَّهُم لُطْفَك بِنَا يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين". ‏

لَحْمُ البَشَر.. لربما سوف تَبْغُض تلك الفكرة في البداية، بل وتَشعر بالغَثَيان بمجرد أن تَطرق عقلك، ثم تَسوقك غريزة البَقاء والتَّشبث بالحياةِ إلىٰ اللُّجوء إليه وإلا فالهلاك الحتمي هو المَصير المُنتظر، حينها ستَتَذوقه..

فيا ليت الاستعطاف يُجدي نفعًا في هذا الزمان. ‏

"الجَوْع.. إنه يقتات علينا دون أن نقتات نحن علىٰ شيء، حتىٰ الفُتات لم أستطع التَّحَصُّل عليها منذ وقتٍ طويل.. أيامٌ وَلَّت وألم الجُوع يعتصر أُسْرتي، يُطبق علىٰ أرواحنا التي أوشكَت علىٰ مفارقة أجسادنا، بِتُّ أنظر إلىٰ عِظامِ زوجتي البارِزة من صَدْرِها وهي تبكي علىٰ جنينٍ هَزيلٍ يُصارع المَوْت في أحشائها، لقد تغيرت ملامح ولَدي الصَّغير من الجُوع والهَزلان، يُفْرِغ مُتألِّمًا جَوْفَه الخاوي، فلا تُلاقي الأرض منه شيء". ‏

كان مرض الجُدري والذي تًنقل عدواه بالهواء، يذيق الآلاف المَوْت علىٰ يديه في وقتٍ ليس بالطويل لتظهر علىٰ المريض بقع حمراء علىٰ الوجه أو اليدين أو الساعدين، ثمَّ علىٰ جذع الجسم. وخلال ايام، يمكن أن تتحول تلك الآفات إلىٰ بثور صغيرة تمتلئ بسائل شفاف ثم تتحول إلىٰ صديد وتتحول سريعًا إلىٰ قُرَح لتتمزق وتنفتح، فلا يمر أسبوعان أو ثلاثة من انتقال المرض إلا ويصل المُصاب لمراحله الأخرة ويُلاقي المَوْت في نهاية الأمر.

‫المرجع: كتاب "الأزمات الاقتصادية والأوبئة في مصر الإسلامية" للكاتب محمد بركات.

لم تُعرف في الأحاديث المروية عن "غرير بن مالك" عن كيفية حوزته لجِلَلِ النفط، ولكن يروي البعض أنه قد بادل أحد (النفاطين) بها ثمنًا لتهريب غلامه الوحيد عوضًا عن صك داره

تأتي الكلمة علىٰ وزن فعيل من كلمة غِرّ وهي تعني: الشاب اليافع.

‫المرجع: "المُعجم اللغوّي".

كان سبب ظهور الأوبئة في تلك الآونة، أكل الجيف والميتات وتقيحات المَوْتىٰ وتلوث المياه بدماء الجثث الموبوءة التي تلُقىٰ بداخلها، بينما رجح البعض الآخر خروج القوارض من تشققات الأراضي بعد جفائها وتعرض البشر للعدوىٰ بسببها. المرجع: كتاب "مجاعات مصر الفاطمية أسباب ونتائج" من تأليف/ أحمد ا

الطَّاعُونُ لُغَةً: هو الْمَرَضُ الْعَامُّ وَالْوَبَاءُ الَّذِي يَفْسُدُ لَهُ الْهَوَاءُ فَتَفْسُدُ لَهُ الأَمْزِجَةُ وَالأْبْدَانُ. المرجع: كتاب "لسان العرب" للكاتب/ ابْنُ مَنْظُورٍ

الرهاب الاجتماعي مكتسبة جراء التعرض لموقف سيّء أو مسبّب للحرج الكبير، وهو يصيب بعض الأشخاص حينما يكونون محل مراقبة أو حكم سلبي من الآخرين مما يؤدي إلىٰ الشعور بالقلق والانعزال، وقد يؤثر الضغط المفرط علىٰ العلاقات أو الأنشطة الروتينية اليومية للمريض.

‫المرجع العلمي للمرض: كتاب "الرهاب الاجتماعي" للمؤلف د/ عبد الله الحريري.

يُروىٰ عن أحد مؤرخي العصر الفاطمي أن "غرير بن مالك الكردي" كان يعاني مما سُمي في الطب النفسي الحديث بـ (الرهاب الاجتماعي)، وتكون حالة

جاء الوباء ليفني المرض بعدد كبير من سكان قُرىٰ مصر وصعيدها، ليَهْلَك غالبية ساكنيها وينزح البقية نحو مدن (الفسطاط والقطائع والعسكر).

‫المرجع: كتاب "الفاطمية دولة التفاريح والتباريح" من تأليف أ/ جمال بدوي.

ومن أكثرها شيوعًا هو المفهوم المغلوط لقوله تعالىٰ: يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا. فقد كان يُظن بعض الناس أن خروج طفل إلىٰ الحياة من رحم أمه وقد شاب شعره، هو من علامات اقتراب يوم القيامة، بينما المفهوم الصحيح لتلك الآية هو يوم القيامة، اليوم المهيل أمره،

كتابِ الله العزيز الصبر والسُّلوان، فَالجَأ إليه دائمًا، فَضّالَّة القلب والعقل تَكْمُن في كلماتِه". ‏

"فمنذ أن تمرَّد الجنود السودانيون ومرجوا إلىٰ صعيد مصر، وأهلكوا الأرض ومحاصيلها وهدموا قنوات الري، نِكَايَةً في المستنصر والأتراك الذين يُعاونونه في حُكْمِه ‏ [19] ، بارت الأراضي وهَلَك الحرث ومعها نَدُرَت التَّجارة وشُحَت الأقوات، وبات عَصيًّا علىٰ المرء أن يأمن الغد وما يليه"

وتُنذِر بما هو قادِم من فَقْر، فأضحت لُقمة العَيْشِ صعبة المنال، وبدأ الحال يزداد من سيءٍ إلىٰ أسوأ، فباتت الأيام ثِقال علىٰ الأنفس، ولعل أخَف الأيام ضِيِقًا علىٰ العباد كان يوم الجمعة من كل أسبوعٍ شَقِيّ يمر عليهم. ‏

غريزة البقاء علىٰ قيد الحياة. ‏