حيد
جنية الحقول
نبذة عن الرواية
كان من عادته أن يتجول بين الحقول في ليالي الشتاء، حيث يختلط ضوء النجوم مع عبير الزرع الفائح، ويتهادى مركب القمربين أمواج السحب البيضاء، حاملا أميرة المساء التى تركت ضفائر شعرها، وهى تبحث عن حبيبها المختبئ منها بين طيات السحاب المتراكم، وتأتى أنفاسها بردا وسلاما على وجه أهل الأرض، خصوصا السائرين في الحقول، وتتعانق أشجار الصفصاف على حافة الترعة المنسابة المياه، ويسير الهواء بين نبات البرسيم، فيشعربه وهو يمر على وجهه، وكان خاله الذى هو في مثل سنه رفيقه في الغالب في هذا التجوال. وقد اختارا لوجهتهما شمال القرية حيث يطلق عليه أهلها "وش البحر".وكان يطيب له أن يحدث رفيقه عن حبه ولواعجه، ونهاية هذا الحب غير السعيدة. وبينما هما واقفان حيث كان وجهه للفضاء، ووجه رفيقه لبيوت القرية، وأكواخها جحظت عين الفتى بطريقة مخيفةجعلت رفيقه يصاب بالرعب، فقد شاهد فجأة جنديا عملاقا مغطى بالحديد وعليه خوذة كأنه من العصور الوسطى يسير على السكة العالية ذات الحشائش ونبات الحلفا الهائج، وذات الارتفاع من بعيد، والانخفاض من قريب، وقد انحدرهذا الجندى بصورة مخيفة ناحيتهما.عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 157 صفحة
- [ردمك 13] 9789778632101
- وكالة الصحافة العربية