نظريات العلوم الانسانية
تأليف
جوليان فروند
(تأليف)
أميرة حلمي مطر
(ترجمة)
أنور مغيث
(ترجمة)
"«النجاح الباهر الذي حققه علم الفيزياء على يد نيوتن جعل الكثير من المفكرين يسعون إلى أن تصل العلوم الإنسانية إلى نفس الدرجة من اليقين والدقة والموضوعية». لدينا شعور بأننا قرأنا هذه العبارة من قبل، أو سمعنا هذه الحكاية. ولكن مَن هم هؤلاء المفكرون؟ وما هي المحاولات التي قاموا بها؟ وهل تم التخلي عن هذا الطموح؟ كل هذه التفاصيل يقدمها لنا هذا الكتاب الذي يستعرض فترة مهمة في تاريخ الفكر، تهدف إلى تحديد مدى علمية العلوم الإنسانية.
الكتاب لا يحدثنا عن مناهج، ولكنه يهتم ببيان الأساس المعرفي الذي يجعل من العلوم الإنسانية علومًا. ولقد انطلق الفلاسفة والمتخصصون في الإبستمولوجيا أو فلسفة العلوم من البداية بإبراز تميز الظواهر الإنسانية عن ظواهر الطبيعة، وهو ما يعني أن موضوع الدراسة مختلف في الحالتين. ولكن أين يكمن الاختلاف بالضبط؟ ذهب بعض الفلاسفة إلى أن الظواهر الإنسانية تنتمي إلى عالم الروح أو النفس في مقابل عالم الطبيعة الذي تنتمي ظواهره إلى العالم المادي. ومن هنا كان علم النفس هو الأساس الذي تقوم عليه كافة العلوم الإنسانية؛ وذهب بعض آخر إلى أن العالم الإنساني هو عالم من الرموز التي يتم التعبير عنها لغويًّا، وبالتالي تكون الهرمينيوطيقا أو علم التأويل هو الذي تتأسس عليه هذه العلوم؛ وأخيرًا رأى بعضهم أن الفارق يكمن في التاريخ، فظواهر الطبيعة هي هي منذ الأزل، أما الظواهر الإنسانية فتتغير على مرِّ الزمان، وهو ما يجعل من المنهج التاريخي أساس البحث العلمي في الظواهر الإنسانية."