أكبر من أن ترى: عن الإدراك الاجتماعي للأزمات الاقتصادية
نبذة عن الكتاب
هذا الكتاب لن يتحدث عن تعويم الجنيه، ولا عن الدين العام المصري ولا عن رفع الدعم عن الطاقة، ولن يحاول حصر الأسباب والآثار المتشعبة للأزمة الاقتصادية الحالية، ولن يقدم حلولًا لها. تخيّل/ تخيلي أنني قابلتك لأول مرة وهممت أن أعرفك باسمي فبدلًا من أن أقول لك: "مرحبًا اسمي سلطان" قلت: "مرحبا اسمي ليس علاء، ولا وليد، ولا إبراهيم"، وظللت أنفي كل ما يطرأ على بالي من أسماء لا أُنادى بها. تبدو طريقة التعريف هذه عبثية، فلكي أنجح في تعريفك باسمي بهذه الطريقة أحتاج لأن أنفي كل الأسماء التي يحتمل أن أُنادى بها باستثناء سلطان. ورغم بديهية هذه الفكرة، فكرة أنني سأبدد كثيرًا من الوقت إذا اخترت أن أُعرفك باسمي أو عنواني عن طريق نفي كل الأسماء التي لا أملكها والعناوين التي لا أسكن بها. لكني أفضل أن أبدأ في تقديم محتوى هذا الكتاب بطريقة تُشبه "مرحبًا، اسمي ليس إبراهيم ولا أسكن في ميدان المنشية بالأسكندرية"، سأقول لك مرحبًا، هذا الكتاب لن يتحدث عن تعويم الجنيه، ولا الدين العام ولا دعم الطاقة، ولن يحاول حصر الأسباب والآثار المتشعبة للأزمة الاقتصادية الحالية، ولن يقدم حلولًا لها. أُفضل هذه الطريقة في التعريف ليس لأنني أنوي تبديد وقتك، بل كمحاولة للفت انتباهك إلى موضوع أساسي من موضوعات هذا الكتاب وهو فقر الحديث الاقتصادي عن الأزمات. لنرجع إلى طريقة التعريف بالنفي لإيضاح علاقتها بفقر الاقتصاد كمجال معرفي. طريقة التعريف بالنفي، والتي بدت شديدة العبثية عندما تخيلنا استخدامها للتعريف بأسمائنا، لا تبدو بهذا القدر من العبثية في كل الحالات. يمكن استخدامها، وستكون ناجحة وسريعة، في الحالات التي يكون فيها التخمين في نطاق احتمالات فقير أو غير متنوع. مثلًا إذا كنتُ تسألني هل أنا متزوج أم أعزب؟ أو إذا كنت تحاول تخمين عمري وأنت تعرف من ملامحي أنني في منتصف الثلاثينات ولكن لا تعلم على وجه الدقة كم وثلاثين؟ في هذه الحالة أنا أحتاج لأن أنفي لك ثلاثة أو أربعة احتمالات على الأكثر لتعرف كم عمري تحديدًا.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 134 صفحة
- [ردمك 13] 97897784661
- دار المرايا
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
71 مشاركة