هل الانسان مسير ام مخير ؟؟
سؤال احتار في الرد عليه اكبر و اعظم الفلاسفة الكبار عبر الازمنة . هذا هو السؤال الاساسي الذي يطرحه الكاتب الشاب احمد حجاج في روايته الاولي المجذوب . عمل فلسفي راقي و متميز يحاول فيه احمد حجاج ان يجد اجابة مقنعة و شافية لذلك السؤال العالق في الاذهان منذ الازل .
يظهر لنا بطل القصة الاساسي من السطور الاولي فاروق عبد الله الطبيب الشاب المثابر و المجتهد و الذي لا يخلو من لمسة نرجسية تظهر في تعاملاته مع من حوله و طريقته في فرض هيبته و سيطرته علي الجميع . تمر الاحداث سريعا حتي يكون لقاؤه الاول مع الدكتور منجد الجراح الاستشاري في المستشفي و هنا تكون بداية الصدام . تمر الاحداث سريعا لتحدث كارثة في حياة فاروق الشخصية و يكون مجبرا علي الهرب . غير ان الحظ العاثر او الجيد بمعني اصح يضعه امام الفيلا القديمة المقبضة في المنطقة . و هنا تبدأ قصتنا ...
يتلاقي هنا فاروق مع احد ملوك الجن الكبار يدعي هلاهين و الذي يصنع معه عهد في تلك اللحظات يكون بموجبه قادرا علي تحقيق اي شئ يريده فاروق في مقابل طلبات بسيطة .
يوافق فاروق في الحال و يغتر بقوة ذلك العهد الذي لم يتوقعه ، لنكتشف بعد ذلك ان هلاهين يمتلك القدرة علي اللعب بالزمن . يستغل فاروق تلك القدرة العجيبة في الهروب من اي مشكلة او كارثة يقع فيها عن طريق استرجاع الزمن .
غير ان السؤال الحقيقي الذي سوف يطرحه القارئ مع الوقت هنا : و هل هناك فرق حقيقي بين الزمن و القدر ؟؟ ام انهما وجهان لعملة واحدة ؟؟؟ و هل لو غيرت قدري فعلا اكون بذلك ضمنت السعادة فعلا ؟؟؟ هذا هو السؤال الاساسي الذي تقوم عليه احداث القصة و مجرياتها .
رواية فلسفية عميقة و جميلة ، احداثها مرتبة و مدروسة بعناية فائقة من كاتب ماهر يعرف كيف يصيغ احداثه ليخرج بالفكرة التي يريدها ، مع دراسة شخصية و عميقة للشخصيات كافة ، خاصة الشخصية النرجسية المريضة التي تستحوذ علي عاطفتك و كرهك في الوقت ذاته .
اما بالنسبة للغة فجيدة جدا بشكل عام تعبر عن رقي الكاتب و قدرته الفائقة علي اختيار كلماته و محصلته اللغوية الرائعة .
في المجمل العام ، قصة جيدة جدا و معبرة عن كاتب ممتاز له مستقبل مبهر .