أصحاب القبعات الأرجوانية

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

أنت!.. كيف تصنع لنفسك ومن نفسك علامة تجارية شخصية مميزة

حقًا Chapeau لمؤلفة هذا الكتاب الكاتبة والشاعرة والمترجمة نهى بهمن، على هذا المحتوى الباهر الذي صنعته لنا. محتوى كقطعة من المتعة السيالة تذوب في العقل. وفيه تتحدث عن مصطلح يعد من أهم مصطلحات ثقافة الحياة العملية الجديدة التي يعيش بها وفيها عالم اليوم؛ وهو مصطلح "العلامة التجارية الشخصية" أو ما يعرف بالتمييز الشخصي personal branding. فالمحور الأساسي للكتاب هو: كيف تبني لنفسك علامة تجارية شخصية مميزة، أو بصيغة أكثر دقة: كيف تصنع من نفسك علامة تجارية شخصية مميزة.

والهدف من الكتاب كما تبين المؤلفة ليس إصدار دليل أو كتالوج إرشادي ونحو ذلك، وإنما الهدف أن يكون محرضًا علي التغيير، واستكشاف الطريق المؤدي إلى تحقيق التمييز الشخصي.

*****

في البداية تقدم المؤلفة للقارئ عنوان مدرستها الابتدائية (بأسلوب مجازي!)... العنوان هو "التنمر بالطفل"... سواء من التلامذة زميلاتها يرفضن اللعب معها أو الجلوس بجانبها لسبب ما لا داعي لذكره لأنه قد يختلف من حالة لحالة، أو من المدرسات حين تقوم إحداهن -بالفذلكة التي نعرفها وخبرناها وعانينا منها جميعًا- باستبدال أشطر تلميذة في الفصل لتمثيل دور البطولة في عرض مسرحي بتلميذة أخري بليدة أو متوسطة لنفس السبب. وعجبًا إذ يتساوى عقل الطفل والكهل في ظاهرة التنمر.

"عشان لما حد يسأل هي الست دي جاية منين؟ تقول له: جاية من مدرسة التنمر يا بابا!".

لم تركن الطفلة في مواجهة التنمر للانطواء والعزلة، ولكنها انتصرت في معركتها المبكرة التي فرضت عليها بسلاح التفوق، والذي تسميه المؤلفة "سلاح التميز" (أظنه اختلاف لغة بين جيلين). بل استمرت سنوات طويلة بلا أصدقاء تركز على المذاكرة والقراءة وتأليف القصص والرسم؛ فهي تسعى حثيثًا نحو مزيد من التفوق، فقد تعلمت من تجربتها أنه المفتاح السحري لحل أي مشكلة تواجهها.

وبرغم أن المؤلفة انتقلت بعد ذلك لمناقشة وتناول موضوعات أخرى مختلفة، وأمسكت بمفاتيح أخرى كثيرة، لكنني -كقارئ- أقرر أن مفتاحها الذي استمر مع السياق العام للكتاب حتى آخر صفحة كان هو "سلاح التميز". حتى في اختياراتها للنماذج وقصص النجاح التي ترويها كان هذا المفتاح هو المقياس والفيصل.

ثم تنطلق بنا المؤلفة إلى لب الكتاب... إلى أبواب ونوافذ السوشيال ميديا المفتوحة علي مصراعيها للمواهب في كافة المجالات. وتضرب لنا مثالا ونموذجا عمليا لفكرة الترويج الشخصي بمنصة "التيك توك". وتسترسل في شرح الجوانب المختلفة لهذه المنصة، بل وتستطرد إلى رواية قصة نجاح هذا التطبيق ومؤسسه، ليس فقط لأنها قصة ملهمة، بل لأنها قصة تفوق شخص في صنع علامته التجارية المميزة (هدف الكتاب والكاتبة الأصلي). ثم تروي لنا تجربتها هي الشخصية في استغلال التطبيقات الذكية المتوفرة على شبكة الانترنت في الـ personal branding.

فقدان الشغف.. المعارك العديدة التي ستخوضها من أجل التغيير، وستجبرك على الخروج من منطقة راحتك comfort zone. بالإضافة إلي مشكلات العمل والحياة الشخصية... وأيضًا الآثار الضارة والتأثيرات الرديئة للسوشيال ميديا على حياتك النفسية والشخصية والعملية... كل هذه الموضوعات تعد عقبات تعترض طريقك نحو الترويج الشخصي.. وجميعها تناولتها المؤلفة -مشكورة- بالشرح والبيان والتفصيل والنصيحة.

ثم نواصل معها الرحلة، فتخبرنا عن قانون الجذب الفكري، تعرفه وتبينه لنا على أن ما يحققه المرء ما هو إلا نتاج أفكاره... إن كانت أفكاره إيجابية فحصاده حتما سيكون إيجابيًا، والعكس صحيح...

ومن قانون الجذب، إلى الكاريزما... مهاراتها وأسرارها ومفاتيحها ودورها المؤثر في التمييز الشخصي، وتسوق لنا الأمثلة من واقع الحياة: أوبرا وينفري، والرائع أحمد زكي.

ثم جاء فصل -شخصيًا أعده أهم وأفضل فصول الكتاب- قررت فيه المؤلفة أن تكون أكثر تخصصًا واحترافية في مجالات الدعاية والإعلان وصناعة النجوم وشبكة الانترنت والسوشيال ميديا وكل ما يتعلق بها، فتقدم لنا صورة حية سجلت فيها أدق تفاصيل حياة الجيل المعاصر؛ جيل "الميلينيوم" الذي ولد وتربى في العصر الرقمي... والتكنولوجيا تمثل لهم شكل الحياة الراهن وشكلها في المستقبل... حياة استهلاكية من الدرجة الأولى.. حياة تعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية: الحركة السريعة، التكنولوجيا (الصوت والصورة)، المواد الاستهلاكية.

وهكذا سنقرأ في الصورة المجسدة لهذه الحياة عن السوق والمهن التي يحتاجها مثل: كتابة وصناعة المحتوي، والتسويق الرقمي، ومحلل البيانات، وأخصائي الطاقات البديلة والمتجددة...إلخ.

وكذلك سنقرأ عن أهم البرامج والتطبيقات الذكية المتوافرة خصيصًا للدعاية الشخصية. فسنقرأ عن برامج التصميم مثل Adobe Photoshop وCorel Draw ..إلخ. ومن التطبيقات الذكية Facebook audience Insights وGoogle Awards و Wyng وغيرهم.

وبعد أن أفرغت المؤلفة ما في جعبتها، وأدركت أن القارئ قد تلقى رسالتها وفهم ما فيها من أفكار وموضوعات، راحت تقدم لنا بعض النماذج الناجحة التي تعرفهم، واللاتي اجتمعن علي مفتاح واحد -كما ذكرت من قبل، وهو مفتاح "التمييز الشخصي".. (التفوق بلغتي).

*****

ما أعجبني في الكتاب من فصول وفقرات كثير جدًا، لكن يضيق المقام عن ذكرها كلها، كما أنني أري مراجعتي للكتاب قد طالت وبلغت مرحلة الملل لدى قارئها، لذلك سأكتفي هنا بفكرة واحدة أعجبتني وأراها متميزة:

كتبت المؤلفة فقرة بعنوان "ورقة وقلم واكتبي ورايا يا ست الكل" أعجبتني العبارة وأخذتها على أنها مزحة طريفة... ثم تكررت العبارة وبالتحديد الورقة والقلم أكثر من مرة.. حتى فطنت مع التكرار أن المؤلفة تدعو القارئ إلي أن تكون "الورقة والقلم والتسجيل والتدوين" لازمة من لوازم حياته اليومية. إن مارس العصف الذهني فعليه بورقة وقلم وتسجيل الأفكار.. إن فكرت في خوض تجربة ما فعليك بقلم وورقة تسجل عليها تفاصيل خطتك وأهدافك، ثم تسجل ما تحقق وما لم يتحقق ولماذا لم يتحقق... وحتى إن قررت يومًا أن تخوض معركة للتغيير من شخص سلبي إلي إيجابي فكذلك عليك بقلم وورقة تدون فيها أفكارك أو صفاتك السلبية في خانة، وتلك الإيجابية التي ترغب في التغير إليها في خانة، ثم تتابع بصفة دورية ما تحقق وما لم يتحقق... أراه فكرة جيدة وجديرة بالتنفيذ.

ثم هناك سلبية واحدة لمستها خلال القراءة، وهي أن الكتاب يفتقر إلى الهوامش.. أنا أعرف جيدًا أن الهوامش تشكل مشكلة لدى المؤلف وأيضًا لدى القارئ، إذ تعترض السياق وتعرقل انطلاق السرد، كما أنها محل شكوى كثير من القراء من حيث تشتت انتباهم وأفكارهم بين النص والهامش... لكنني لاحظت أن هناك كثير من المفردات والمصطلحات وألفاظ مكتوبة بالإنجليزية وكانت تحتاج مزيدا من الشرح والبيان في الهامش.

*****

حقًا تعجز كلماتي عن وصف مدي استمتاعي بهذا المحتوي الرائع.. لذلك لجأت إلي حكم الشاعر العظيم الراحل نزار قباني ليعبر عما في عقلي وقلبي نحو الكتاب ومؤلفته، إذ يقول: " الخطوة الأولى لنجاح أي فتاة: أن تتجاوز فكرة الفارس الذي سيفعل لها ما تريد .. وتفعل ذلك بنفسها". وأشهد للمؤلفة بأنها قد حققت لنفسها وبنفسها ذلك الذي تسميه "التمييز االشخصي" بل وأكثر... فلها مني جزيل الشكر وخالص التحية.

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

■ إنك تكتسب القوة، والشجاعة، والثقة في كل تجربة تقف فيها أمام مخاوفك وتواجهها وجهاً لوجه. لا بد لك من فعل أمور لم تظن أن في استطاعتك القيام بها.

‪ ‎إليانور روزفيلت

يندرج الكتاب تحت اسم كتب تنيمة الذات أو ال personal bending والحقيقة أني لم أجده مثلها بالمعنى والشكل المتعارف عليه فالأمر بالنسبة لي كان مثل جلسة مع صديقة عزيزة ومناقشة بعض المواقف وذكر أمثلة عليها كمثل تلك الجلسات التي نجلسها مع أحدهم فتنعش القلب والعقل معاً لتضيف مزيداً من النشاط والبهجة للروح.

بدأ الكتاب بذكر أثر الكلمة على الإنسان وكيف أنها كفيلة ببناء أو هدم أحدهم خاصة لو كان في عمر الطفولة مثل ما نجده من تنمر على الأطفال فيسبب شرخ في ثقة الطفل بنفسه مدى الحياة هذا لو كان من طفل مثله فما بالك لو كان من أحد مدرسيك الذي تعده في مقام المثل الأعلى بالنسبة لك وهذا ما حدث للكاتبه ولكنها إستمدت الدعم من أسرتها وبينت الأثر العميق لذلك وضرورة أن تكون الأسرة مترابطة وداعمه لتمثل حصن الطفل من أي فعل مشابه وكيف يمكن جعل الطفل قنبلة من الثقة في النفس بهذا الدعم المنزلي الواجب على أفراد كل أسرة.

تلى ذلك تعريفها للفرق بين الخجل والإنطواء وهو للحق ما لم أكن أفصل بينه وأوضحت أن الإنطوائية طبيعة لا تنقص من صاحبها شيء هو فقط يريد إعادة ترتيب ذهنه وطاقته وأن هذا الشخص يكون فعال جداًحينما يكون بمفرده لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يمارس نشاطه بأريحية كبيرة وتركيز فيمكنه الترويج لنفسه والعمل عليها كما فعلت هي وركزت مراراً على أن العبرة بفاعلية الإنتشار وليس حجمه وأهمية الشغف في استمرارنا فبدون شغف تتوقف حيواتنا حرفياً.

من أكثر الجمل المضحكه لي هي "أنا طنط-ثكلتك أمك😂" أعلم شعورك عزيزتي فقد أختبرته وتسألت كيف أصبحت طنط مازلت أشاهد الكارتون مثلك🙈.

أحببت أن تلك اللحظه كانت فارقة ومدعاة لإعادة تقييم حياتها حيث توقفت للتسائل ماذا تريد وما هو شغفها حتى تستطيع المضي قدماً بإتجاهه.

ومما جعل للكتاب قيمة وأهمية كبيرة هو مناقشة السوشيال ميديا وأثرها النفسي على المجتمع سواء بالإيجاب من تطوير ذات وتنمية مهارات وإنتشار أو بالسلب مثل الحالات النفسية التي تصل حد الإكتئاب أو تزيف المعلومات والأخبار وصناعة الوهم وغيرها الكثير من السلبيات .

ولم تغفل أيضاً التحدث عن قانون الجذب والمتمثل في "أنا عند ظن عبدي بي" وما يشابهه في الثقافات الأخرى موضحه أثر تطبيقها الشخصي لهذا القانون.

وعرفت الكاريزما ومفاتيحها وأنها تكتسب وليس شرط أن تكون فطرة أصيلة وذكرت بعض المهن الناتجه عن تمكن السوشيال ميديا من حياتنا وانتشارها وذكرت أيضاً بعض التطبيقات التي استفادت منها في حياتها المهنيه وطريقها ل personal bending وكيفية إستخدامها.

وفي الختام ذكرت بعض الأمثلة الحية على التميز من نماذج لسيدات إستطعن التغلب على الظروف والتميز كل في مجال شغفها ومنهم من سمعت عنها مثل سارة النجار وسلمى سامح شمس الدين.

إستمتعت بالكتاب جداً ولم أشعر بثقل وكانت الكاتبه هي أكبر مثال لي على صدق ما يحتويه الكتاب من أراء ونصائح فقط وددت لو عرفت ما سر الأسم والذي كان الدافع لي لقراءة الكتاب نظراً لغرابته ولكني استمتعت جداً على كل حال.

إقتباسات:

🪴 إن ذاتك الداخلية هي من تخلق ذاتك الخارجية ونظرتك إلى نفسك هي انعكاس لنظرة الآخرين لك.

🪴 أنت سلاح ابنك الأول في مواجهة التنمر خاصة إذا كان يعاني من مشكلة ظاهرية، وأنت درع الأمان الحقيقي من السهام التي توجه له بألسنة الجهلاء. إن ثقة الطفل في نفسه تبدأ من أبويه وتنتهي بهم.

🪴 إن المقارانات هي العدو الأول للفرحة وشكل من أشكال العنف الذاتي والعنف تجاه الآخرين، ولا يخفى علينا جميعاً أن العنف النفسي أشد إيلاماً من العنف البدني.

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

التجربة أكبر محرض علي التغيير.

لا تحدثني عن نظريات وكلام علمي مُنمق ، أعطني نموذجاً حياً بدأ رحلتة من الصفر أو ما قبله ، تقلب بين أمواج الحياة ودار في معارك مع عثراتها حتي وصل إلي مُبتغاه الذي أراد ، حينها فقط سأسمعك بآذان صاغية وعقل مفتوح يتطلع إلي النجاح ويستلهم من التجربة.

بدأت نهي حكاية رحلتها من تنمر التلاميذ والأساتذة علي شكل عينها المختلف الذي وُلدت به ، كانوا يستبعدونها ، يرفضون صداقتها ، لكنها واجهت بسلاح التميز والنجاح فأصبح الكل يتمني صداقتها ويتقرب إليها.

في أثناء القراءة لهذه الجُزئية ، تذكرت نفس المواقف التي وقعت فيها حينما بدأ المرض يتسلل إلي جسدي ، الكلمات القبيحة الجافة المؤذية عن شكل يدي والعرجة التي لازمتني في المشي ، كانت فترة صعبة لكنها انقضت علي أي حال.

لذا فإن الكاتبة أوصت بإرشادات لمواجهة التنمر وبناء الثقة بالنفس في المنزل عن طريق نصائح مهمة وعملية ترجع إلي بناء الأسرة الداخلي الذي من المفترض أن يكون قوياً مترابطاً ، مع العلم أن سلامة الابن النفسية وحمايتة من الأذي من مسؤوليات الأهل وحق له عليهم الدفاع عنه وتعليمة طُرُق للدفاع عن نفسه.

ومن تجربة التنمر إلي تجربة التغيير والخروج عن الحالة النمطية العامة الذي لابد أن يأتي بعد معارك مع نفسك ومع المجتمع ، تحرر من ذاتك القديمة ، واجهها ، نصحت الكاتبة بالقراءة والسفر والبحث ، غير من مظهرك ، جرب أشياء جديدة عليك ولا تخشى الخروج من منطقة راحتك أو الـ comfort Zone.

عليك أن تستمر فيما تحب وتنجح به ، ستعاني من قلة الدعم أو عدم الالتفات لموهبتك بالشكل الذي تستحق ، سيظهر الناقمون عليك و يلتف المحبطون حولك ، لكن إيمانك بقدرتك وموهبتك والمدي الراسخ الذي ستقف عليه قدمك هو من سيدفعك نحو الاستمرارية في طريق النجاح.

كان الحديث هاماً عن أهمية السوشيال ميديا وضرورتها حالياً من حيث تحقيق الشهرة وتقديم محتوي دون الحاجة لوساطة ، وهي مميزات هامة كما لها سيئات مقيتة منها : تزييف الواقع ونقل أخبار وصور مُفبركة من شأنها إثارة الرأي العام وتقليب الحقائق ، أيضاً التأثير المباشر لمواقع التواصل الاجتماعي علي حالتنا النفسية والمزاجية موضوع مهم تحدثت عنه الكاتبة وعن طرق التعامل معه.

كانت الكاتبة تمزج بين قصتها الاجتماعية بما دار فيها من مواقف وكيف تعاملت معها من منظور سليم أدّي بعد العديد من الخطوات إلي أن تستمر في السير نحو الطريق الذي أختارته وأن تصل إلي ما تريد فيه.

أسلوب حكي المواقف سلس جداً وصياغتها مُعبرة ، وعندما تطرقت إلي الحديث عن العمل أعطت نصائح هامه وأوضحت مصطلحات ووظائف وكيفية النجاح فيها والعمل عليها وفي النهاية أعطت نماذج لسيدات أُخريات كانت لهن تجربة ناجحة فيما أردن الوصول إليه.

قرأت الكتاب باستمتاع ، وسعدت أن الكاتبة توافقني الرأي أن

( ‏فاقد الشئ يعطية ببذخ وبدون مقابل )

وعلمت أن نهي بهمن شاعرة ، و بالتأكيد لنا لقاء في قراءات أُخري 🙏❤️.

اقتباسات :-

❞ لا تسمح لكل ما ترى وتسمع وتقرأ بالدخول إلى عقلك لا تتخم عقلك بكل ما يمر عليك في يومك وتعلم الانتقائية الفكرية والذهنية وحينها لن تصدق كل ما تسمع ولا حتى كل ما ترى سوف تنتقي ما يفيدك وما يضيف إلي شخصيتك ويُبهج يومك.❝

‏❞ إن المقارانات هي العدو الأول للفرحة وشكل من أشكال العنف الذاتي والعنف تجاه الآخرين، ولا يخفى علينا جميعاً أن العنف النفسي أشد إيلاماً من العنف البدني كما أنه يترك ندوباً وآثاراً لا تشفى ❝

❞ يمكنك قياس نجاحك في العمل بنسب أخرى تتمثل في مقدار الصحة النفسية التي تتمتع بها، ومقدار الصحة البدنية التي تتمتع بها، ومقدار الوقت الحر الذي تمضيه برفقة أسرتك، ومقدار استمتاعك بما تعمل. ❝

⭐⭐⭐⭐.

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

الكتاب أقرب ما يكون لسيرة ذاتية مصغرة تقتصر فيها الكاتب على المواقف التي تدعم شرح شخصيتها وكيف استطاعت أن تخرج من منطقة الراحة التي تلجألها دومًا الشخصية الانطوائية...

دائمًا ما كنت أدرك من صغري أن بي شئ مختلف عن أقراني سواء زملاء الفصل أو أقاربي القريبين لي في العمر..

هناك شئ غريب بي يجعلني غريبة عنهم بالقدر الذي يمكن معرفته وإدراكه من أقل تصرف معي، أصبح سؤال يراودني منذ أن وعيت على هذه الدنيا حتى ارتطمت بمفهوم الانطوائية وتشعبت بعده لأنواع الشخصيات ومنها علمت أنني من ذوي الشخصيات الأنطوائية حيث أجد راحتى بمفردي، استمد منها قوتي ونشاطي، أما التجمعات والكثرة والازدحام فإنهم يسلبونني طاقتي وهو ما كان غريبًا على المجتمع من حولي.. لذا فإنني أنجذب لكل ما يتناول الموضوع من أحد جوانبه فقد مررت بما مرت به وشعرت بهذه المشاعر على اختلافها جميعًا... ففي بعض المواقف شعرت وكأنني أن من يحكي الموقف على لسان الكاتبة...

من أكثر الأجزاء التي أعبتني في ( كيف تصنع قنبلة ثقة بالنفس في المنزل ) نحتاج جميعًا إلى إدراك هذا الأمر جدًا والتعمق في دراسة تفاصيله حتى نستطيع يومًا ما أن نكون قادرين على تربية أطفال سوية نفسيًا ونقيهم من التعرض للصدمات النفسية مثل التي تعرضنالها في صغرنا فمن منا لم يقارن بمن أهو أذكي، أشطر منه ؟ ومن منا لم يتعرض للنقد في أمور ليس له دخل فيها كشخصيته مثلًا..

يجب أن نتقن علم التربية دراسة وبحثًا وإطلاعًا، فتربيتك لأطفال سوية في هذا المجتمع البائس إنجاز في حد ذاته..

غير أن الكاتبة تعمقت في شرح وتوضيح تأثير السوشيال ميديا بمنصاتها المختلفة على حياتنا وهو ما نجهل أثره وتوابعه وأتفق معها جدًا في ترشيح الفيلم الوثائقي the social dilemma وهو ما يكشف لنا الكثير من التفاصيل عن هذا الأمر للحد الذي يصيبك بحالة من الذهول..

ولكن يؤخذ على الكاتبة عنوان الكتاب ( أصحاب القبعات الأرجوانية ) فما هي القبعات الأرجوانية وإلى ماذا ترمز ؟ فلم يرد ذكر اللون الأرجواني سوى في اسم الفيلم التي مثلت فيه أبرا وينفري عام 1985 فهل هناك رابط بينهم لم يتم التوضيح عنه ؟

ثانية يؤخذ عليها ذكر العديد والعديد من البرامج والتطبيقات التي تساعد في التسويق والتصميم وغير ذلك، لم أجد لذكرهم فائدة ها هنا ؟؟

فقد وضعت نفسي مكان قارئ اشترى مثل هذا الكتب ووضع فيه الكثير من المال في ظل الغلاء الذي نعيش فيه والأسعار غير المعقولة للكتب، قد قرأ المقدمة وعجبه الموضوع وتوقع أن يجد الكثير من الفائدة فيه فوجده يتكلم عن مجموعة من البرامج المستخدمة في التصميم الذي لا يتم به البتة والتي يمكن الوصول إلى مثل هذه المعلومات بمنتهي البساطة والسرعة عن طريق البحث عنها على جوجل فما فائدة وضعها ها هنا في كتاب ؟؟وكذلك أيضًا أغلب الشخصيات التي تم ذكرها ليست بقوة الأمثلة التي يمكن طرحها في هذا الموضوع فلم تجذبني للأسف الشديد..

أما قانون الجذب والحديث عنه فلا يستاهل كل هذه الضجة، وقد ذكرت الكاتبة هذا الكلام بالفعل أن ما نعرفه في ديننا الحنيف هو حسن الظن بالله عز وجل فما الفائدة من تغيير المسمى بآخر تم وضعه بيد بشرية يتضمن نفس المعنى بل على العكس فإنه يسلخ قدرة الوجود الإلهي على إحداث الأمور...

يكفى القول أن الجزء الثاني من الكتاب بدءًا من قانون الجذب كان مخيبًا للآمال بالنسبة لي

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

أصحاب القبعات الأرجوانية:

كتاب في ال personal branding، أو بناء الاسم، وهو ليس كتاب إرشادي أو تنمية بشرية، كما تصف كاتبته، "نهى بهمن". المفهوم الذي تضعه نصب أعيننا مع صفحات الكتاب الأولى، فهي هنا خارج تصنيف ال life couch، وكتابها يخرج من وردية كتب التنمية. لكنك ستجدُ ملمحًا إيجابيًا بينما أنت تقرأ، سيذكرك بها، لتؤكد هي إحساسك بقولها أنه كتاب سيحضك على التغيير.

يبدأ الفصل الأول بتوضيح الفرق بين مصطلحي"الانطوائية والخوف"، ولأول مرة ألحظ الفرق واضحًا، بل وأعرفه، وبالتالي أقول أنا إنطوائية بابتسامةٍ وثقة.

تبدأ رحلتك في بناء اسمٍ لك، في رأي الكاتبة، بنسف عقليتك القديمة، واتباع شغفك الحالي، ومستعينًا على الطريق بقانون الجذب، الذي يتمثل إلينا في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء، إن ظن خيراً فله، وإن ظن شراً فله."

مثلت لي الكاتبة دور صديقتي المفضلة التي لا أمل الحديث معها لساعات، بحكمتها البينة التي تدسها بين خفة ظلها، وأسلوبها المحبب الناعم، فهي مترجمة وشاعرة قبل كل شيء، تصيغ من لغة الغرب الباردة، جملًا قريبةً لشعور القارئ العربي، والقارئة على وجه الخصوص، في هذا الكتاب، فهي تعرف شعورنا وتتوجه إلينا بصيغة الحديث في أغلب الصفحات، مغذيةً بهذا شعور الألفة والود بيننا.

التجارب الإنسانية النسائية منها، والرجالية كأحمد ذكي مثلًا، كانا بالنسبة لي من أفضل مخرجات الكتاب، فالإنسان يحتاج لنموذجًا مطبقًا ليشعر أن الأمل موجودٌ على أرض الواقع، كما هو موجود بين الأبجدية العربية.

ولأننا كما ذكرنا أنه ليس تنمية صماء، فقد ذكرت الكاتبة المواقع التي استفادت بها ومنها، في تكون اسمها، سواء كانت تواصل إجتماعي -حكاية مؤسس تيك توك كانت ذات موضع- أو برامج تساعد في الدعاية والتصميم.

كما لم تنسى المهن المخفية، والتي ستمثل في المستقبل المهن الأكثر عائدًا وفرصًا، عائدة بذلك لنقطة نسف العقلية القديمة.

علّم ابنك برمجة مثلًا، فهي كلية القمة الجديدة.

بعض الاقتباسات:

❞ لن تجد زحام بطول الميل الإضافي الذي تقطعه للأمام ❝

‏❞ النضج أن تدرك أن كلنا غارقين في العيوب، والإنسان الذكي هو من يختار "العيوب المناسبة له❝

❝‏يمكنك قياس نجاحك في العمل بنسب أخرى تتمثل في مقدار الصحة النفسية التي تتمتع بها، ومقدار الصحة البدنية التي تتمتع بها.❝

❞ إلى أبي… لازلت قادرة على التحليق، والتخلي، وعقد ضفائري

‫ إلى أمي… لازلت قادرة على الصفح، والتغافل، والرقص في الطرقات ❝

كتبت في مراجعة سابقة عن مدى ابداع كتابة الاهداء وقدرته على ان ياسرني و يتركني حبيسة الصفحات التالية له فاحيانا في قراءاتي أود لو امنح الاهداء وحده تقييم كامل منفصل عن باقي العمل الادبي.

بدات نهى كتابها بمقدمة بسيطة خالية من التعقيد كتمهيد لما هو آت و فى ذات الوقت تنصلها من كونه ليس من كتب التنمية البشرية .. لتتبعه بعد ذلك بفصول متعددة تنقل فيها لنا خبراتها و تجاربها الشخصية فتشعر انها تتحدث اليك وجها لوجه عن الانطواء والتنمر الذي واجهته في طفولتها من اقرانها ، و الشغف و السعادة و من اهم الفصول السوشيال ميديا مميزاتها و عيوبها والتمييز الشخصي و التسويق والعديد من المصطلحات التي لم اكن أعرف عنها قبلا كالتمييز الشخصي وقانون الجذب و صنع علامة تجارية و التسويق لمهاراتك و امكانياتك.

❞ يمكنك قياس نجاحك في العمل بنسب أخرى تتمثل في مقدار الصحة النفسية التي تتمتع بها، ومقدار الصحة البدنية التي تتمتع بها، ومقدار الوقت الحر الذي تمضيه برفقة أسرتك، ومقدار استمتاعك بما تعمل. ❝

يناقش كتابها مختلف الموضوعات و تدمج تجربة عن نفسها ضمنها كتجربتها مع قانون الجذب مثلا و عملها مع جرير freelancing و الدعاية التي قامت بها لنشر اعمالها كمترجمة و كاتبة.

هناك بعض الفصول التي اصابتني بالملل و لكن الكتاب في مجمله جيد و يستحق القراءة.

واخيرا تختم كتابها باحب الفصول اليّ والذي يضم عدة نماذج لسيدات ناجحة في مختلف المجالات ليتحول الكتاب حينها الى اكثر من ممتع خاصة "دعاء العادلي" التي نويت شراء كتابها "قهوتك معي" و تصفحت في حينها صفحتها بنفس الاسم

❞ القهوة بالنسبة لي هي لمة الأصدقاء والدردشة والضحك والذكريات والحكايات والدفء، وهي دليل على الاهتمام بالآخر وحبنا له، فحين أسأل أحدهم "عملك قهوة؟" فهذا دليل على اهتمامي به. ❝

وكذلك"سلمى سامح شمس الدين وهي الوحيدة الذي مر علي اسمها قبلا و لكني لم أقرأ لها بعد ولكن حين قرأت عن انها جمعت بين دراستها في سياحة و فنادق و شغفها بالكتابة ليخرج من تلك العلاقة "تركتني وحيدة في المطبخ" والذي انوي قراءته في القريب العاجل جدا.

‏

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين