يعيش مصطفى معضلة كبيرة عندما يُفاجأ بخطاب عاجل من والده يطلب منه الحضور إلى قريته "المنصورية" بأسوان لأمر عاجل، ليُصدم بقرار والده تزويجه بشكل عاجل لشابه من القبيلة تدعى سلمى وتأتي أهمية هذه الزيجة تبعًا للعادات والتقاليد الصارمة في هذه القرية.
لا عجب أن يندهش نجيب محفوظ عند قراءة هذه الرواية، فأهل القرية يتبعون قواعد صارمة في الحياة تقتضي باحترام الكبير والولاء التام للقبيلة والاقارب، مجتمع متماسك مغلق ومكتفي بذاته وكأنه جمهورية مستقلة داخل الدولة، لكن يعيبه التمسك أحياناً بأفكار عفا عليها الزمن والاستسلام للجهل والخرافات.
ما أزعجني في الرواية هو انتهاءها بدون سابق إنذار ومن دون معرفة مصير شخصية البطل وحبيبته وعروسه، وكأن الأحداث بُترت فجأة لتظهر كلمة "تمت".
الكاتب أسلوبه سلس وممتع ولا يخلو من روح الفكاهة رغم جدية الأحداث، سعيدة لاكتشافي مؤلفات هذا الكاتب المتمكن أول تجربة لي مع عبد الوهاب الاسواني ولن تكون الأخيرة بالتأكيد.
اقتباسات:
❞ قرأت - لا أدري أين - أن في حياة الإنسان ثلاثة أحداث.. اثنان منهما لا يد له فيهما.. والثالث متروك له فيه الاختيار.. الأحداث الثلاثة هي. المولد.. والزواج.. والموت.. الزواج فقط من حقه.. ❝
❞ هل يمكن أن يجمع الإنسان بين النقيضين؟.. بين القسوة التي تتطلبها مواقف المعارك.. وبين الرقة التي تصل إلى الحد الذي يجعله يتردد في خدش شعور إنسان.. مجرد خدش؟ ❝
❞ أنتمي إلى أسرة لا تفهمني ولا أهضمها.. أشعر كأنني أعيش بشخصيتين مختلفتين.. ❝
#أبجد
#سلمى_الأسوانية