بنو الأزرق
ج٢ من ثلاثية
تلال الشمس
ل إبراهيم أحمد عيسى
في الجزء الأول من الثلاثية طالعنا على صورة الغلاف ذئبًا وفي هذه الرواية نجد غلاف يغلب عليه اللون الأزرق وفيه نسرًا أو طائر عقاب..
أما الغلاف من الخلف ففيه صورة للمحاربين الذين ظهروا في غلاف ج١ وكلمات عن الملك والعدل وطائر عقاب وذئب حبيس وبياض"وهما من أبطال ج١"
أسعدني هذا إذ تمنيت معرفة مصيرهما وبعض الأفراد..
يهدي الكاتب روايته إلى زوجته شاكرًا إياها على تحملها لجنونه أثناء كتابة هذا النص، ومع قراءتي لذئب وحيد أجدني أشفق عليهما معًا، فالكاتب كما هو واضح يبذل الكثير كي تخرج أعماله بهذه الصورة الرائعة إلينا..
ويضع لنا خريطة وفيها هذه المرة مكان بين الأمكنة يدعى: "مرتفعات الصقور"..
ثم مقولة للراحل أحمد خالد توفيق..
ريشة تسقط من جسد عقاب فيحملها طائر إلى عشه ويتبادل هو وزوجه الأفكار، ذكور آيائل يتنافس اثنان منهم ويتناطحوا حتى يفوز الذكر الأكبر والأقوى وينهزم الصغير مكسور الساق فيطلب جاد ذو العين الزرقاء من والده حارس الآيائل ذبحه، فيعنفه والده لأنهم حراس لا يحق لهم أكله، ويكتفوا بحساء الفطر رغم جوعهما..
هما من أحفاد بني الأزرق الذين قضوا على ملك بنو شمس وأقام لهم عاصمتهم الزرقاء: عش العقاب..
يأتي إلى جاد ووالده زوار أغراب ومعهم عقاب مهيب ويتضح عظم شأنهم، ومن خلال كبيرهم يصير جاد في غضون سنوات قائد محارب وأمير مرتفعات الصقور.. يذهب جاد إلى أزاد محاربًا، بدلًا من ذهابه للانتقام لمعلمه راجي قاتل الذئاب، وهناك يلتقي بإينال النبي الموحد وحكمائه السبعة، والذي بدأ في محاربة ومقاومة السلطان غازي.. فهل سيؤثر عليه إينال ويتسبب له هذا في مشاكل جمة؟ أم سيأمر بقطع رقبته هو وأتباعه انتقامًا لمليكه؟
نعود إلى أبطال الجزء الأول وكأننا في رواية تدور وتدور بنا ما بين حروب وانتقام وسطوة وشهوة كرسي الملك، أبرياء وجبابرة، مظلوم وظلمة، عبيد لسلطان وحوريات، ومهرطقين، وكل هذا جمعه الكاتب بصورة عجائبية وكأننا كما قلت قبلًا نستمع إلى شهرزاد في لياليها الألف..
رواية نعم تدور عن ماض سحيق ولكنها تكشف حاضرنا المرهق للأذهان والقلوب..
لغة الكاتب شاعرية غنية بالوصف وخاصة وصف الطبيعة:
❞ شمسٌ بكرٌ ولدت من رحم ليلة مطيرة، وتدثرت بمهد من غيم رمادي له حواف ذات وهج ذهبي، رفرفت العصافير محلقة بين ضفتَي المدينة على الرغم من برودة الصباح، غردت وتنقلت فوق المنازل والأشجار ❝
❞ رياح شمالية سرت بالوادي، وصفحة نهر التاج تترقرق بموج خفيف، وسرب طير مهاجر يعبر الأفق فوق الأسوار الشاهقة ليشهد بداية فصل جديد. ❝
يباغتنا الكاتب قرب الانتهاء من العمل بشخصيات جديدة: النردي وحصانه خائل والعجوز الأعمى..
فنتذكر أبو الذهب وذئبه دهب، والسلطان غازي وعقابه وها هو النردي وحصانه، كل منهم يألف حيوان أو طائر ويعتبره فوق البشر..
حكايات لا تنتهي ويتركنا الكاتب في انتظار الجزء الثالث من العمل ولا يسعنا سوى الدعاء بسرعة الكتابة والطباعة والنشر كي نقرأه لنستكمل معه حكايا تلال الشمس..
كل الأمنيات بدوام التوفيق للأديب..
#نو_ها