اقتباسات من رواية غداء في بيت الطبَّاخة

❞ "كل الأصوات التي نسمعها تصرخ داخل الحرب وهي تَقتُل أو تُقتَل، كانت تضحك في وقت ما، كانت تنادي أُمًّا أو أبًا أو صديقًا، أو زوجة أو حبيبة أو أخًا أو أُختًا أو ابنة أو ابنًا، أو حتى إنسانًا لا تعرفه، أو ستعرفه بشكل أفضل فيما بعد، وكل العيون التي تَتَرَقَّب داخل الحرب شخصًا لتقتله، كانت يومًا تنظر بالحب إلى شخص ما". ❝

"تبدو الحرب وكأنها شيء أساسي في حياة البشر"، يبتسم المُدَرِّس بسخرية، ويكمل: "اُنظر إلى الجملة.. شيء أساسي في حياة البشر، كأنهم لا يستطيعون العيش إلا والحرب حاضرة في حياتهم، رغم أنها وسيلة لإنهاء حياة أكبر عدد ممكن منهم، على الأقل هذا ما يفعله كل مَنْ يشتركون فيها.. إنهاء حياة أكبر عدد ممكن من الطرف الآخر، والنتيجة إنهاء حياة أكبر عدد ممكن من الطرفين".

وأنا أقول، حَسَب ما رأيت، إن الحياة العادية، أيّ حياة عادية، مليئة، وفيها تفاصيل عادية لحَدِّ النُّدْرَة، وطبيعية لدرجة الإدهاش.

المُدَرِّس: "أَنظر إلى الأرض كلها، كوكبنا، وأتخيَّلها، وكل الحروب التي حدَثَتْ بها، والحروب التي تَحدُث، أفَكِّر أن أيّ حرب لم تجعل الأرض أكبر حجمًا، ولا أكثر أهمية، لم تجعلها أكثر لطافة أو جمالًا، لم تُضِف إليها بحرًا ولا نهرًا ولا شارعًا ولا شجرة ولا كرسيًّا في مقهى".

‫ الطبَّاخ: "هل يجيء يوم ولا يكون أيّ إنسان مِمَّن على وجه الأرض قد شَهِدَ حربًا في مكان ما؟ ها؟ صعب جدًّا؟ كأن البشر حريصون أن يكون عدد كبير منهم قد شَهِدَ حربًا ما، فلا يَمُرُّ جيل مِنَّا إلا ويكون شاهدًا على حرب في مكان ما من العالم".

‫ الطبَّاخ: "أتساءل.. لو استطاع البشر العَيْشَ على كواكب غير الأرض، كَمْ من الوقت نحتاج لنبدأ حروبنا هناك، ونقتل بعضنا بعضًا في كل كوكب جديد نسكنه".

‫ المُدَرِّس: "كل الأصوات التي نسمعها تصرخ داخل الحرب وهي تَقتُل أو تُقتَل، كانت تضحك في وقت ما، كانت تنادي أُمًّا أو أبًا أو صديقًا، أو زوجة أو حبيبة أو أخًا أو أُختًا أو ابنة أو ابنًا، أو حتى إنسانًا لا تعرفه، أو ستعرفه بشكل أفضل فيما بعد، وكل العيون التي تَتَرَقَّب داخل الحرب شخصًا لتقتله، كانت يومًا تنظر بالحب إلى شخص ما".

‫ الطبَّاخ: "لو سَمِعَتْكَ أمي لقالت لك.. وكل يد تَقتل داخل الحرب، كانت يومًا تُشارِك الطعام مع يد أخرى".

‫ "في الحرب، كلٌّ مِنَّا بالنسبة للآخر ليس بَشَريًّا، ليس موضوعًا إنسانيًّا، إنما موضوع للقتل".

المُدَرِّس: "كل الأصوات التي نسمعها تصرخ داخل الحرب وهي تَقتُل أو تُقتَل، كانت تضحك في وقت ما، كانت تنادي أُمًّا أو أبًا أو صديقًا، أو زوجة أو حبيبة أو أخًا أو أُختًا أو ابنة أو ابنًا، أو حتى إنسانًا لا تعرفه، أو ستعرفه بشكل أفضل فيما بعد، وكل العيون التي تَتَرَقَّب داخل الحرب شخصًا لتقتله، كانت يومًا تنظر بالحب إلى شخص ما".

"أنْ تجد شخصًا يأكل من يدك، هو بأهمية أنْ يجد شخصٌ جائعٌ طعامًا يأكله، وألَّا تجد شخصًا يأكل من يدك، هو في بؤس ألَّا يجد شخصٌ جائعٌ طعامًا يأكله"،

المُدَرِّس: "أُفكِّر في أول إنسان تَلَقَّى رصاصة؟ إحساسه وقتها، آخِر شيء فكَّرَ فيه، آخِر صورة في عقله وقلبه، آخِر كلمة قالها، هل كان لديه وقت لينطقها؟ إحساسه بالشيء الغريب الذي اخترَقَه وصنَعَ فيه ثقب الدم، حُفرة الدم، أتوقَّع أن إحساس هذا الشخص يختلف عن إحساس كل مَنْ تَلَقُّوا الرصاص بعده، هو حالة مُتفرِّدَة، المسكين غالبًا لم يكن يعرف حتى أن في العالم شيئًا اسمه رصاصة".

في بعض اللُّغات أو الثقافات تستعملون مع اللَّغَم كلمات مثل: "حقل ألغام"، "زراعة ألغام".

‫ حقل؟ زراعة؟ مع اللَّغَم؟ فِعْلًا..؟

لا أقول إنَّ لا دَخْلَ لي فيما أنا عليه، لكنِّي أعرف حقيقتي بطريقة ما، أشعر بها، أَنظر في نَفْسي بالأعماق، بداخلي، إلى أبْعَد نقطة أو قطرة أَقْدِر على الوصول إليها، فأراني بسيطة، أراني أتمنَّى الحصول على قصة حب، أُكَرِّرها: قصة حب، من المُحْتَمَل أنكم لا تتوقَّعون هذا مِنِّي، وتستغربونه، لكنه حقيقي، وأتمنَّى أن يكون لي أصدقاء، أنا لست طمَّاعة، يكفيني ثلاثة أصدقاء، كثير؟ ما رأيكم خمسة؟ آه.. الخمسة أكبر من الثلاثة.. أعرف أعرف.. ما رأيكم في صديق واحد؟ أُوافق لو يكون لي صديق واحد.

لم يَحْدث في أيِّ مملكة من ممالك الأرض، حتى مملكة الحيوان أنْ كانت كل هذه المجازر.

‫ الإنسان لم يتردَّد في أوقات كثيرة من تاريخه، أنْ يقف فوق جثة أخيه الإنسان ليَبْنى ما يُسَمِّيه "حضارة".

لو استطاع البشر العَيْشَ على كواكب غير الأرض، كَمْ من الوقت نحتاج لنبدأ حروبنا هناك، ونقتل بعضنا بعضًا في كل كوكب جديد نسكنه

"في الحرب، كلٌّ مِنَّا بالنسبة للآخر ليس بَشَريًّا، ليس موضوعًا إنسانيًّا، إنما موضوع للقتل".

"الطبخ هو أنْ تطهو بعض السعادة لغيرك".

أرى أن البطولة في الأشخاص العاديِّين، مَنْ نُسمِّيهم عاديِّين، مَنْ لا تَذْكُرهم الكتب، الأشخاص العاديُّون هم الحِبْر الذي تُكتَب به كتب التاريخ، لكنه لا يَكتب أسماءهم"

الطبَّاخ: "في حياة عادية.. أُحب أن نتقابل..".

‫ المُدَرِّس: "أُحب أن نتقابل.. في حياة عادية..".

المُدَرِّس: "أَنظر إلى الأرض كلها، كوكبنا، وأتخيَّلها، وكل الحروب التي حدَثَتْ بها، والحروب التي تَحدُث، أفَكِّر أن أيّ حرب لم تجعل الأرض أكبر حجمًا، ولا أكثر أهمية، لم تجعلها أكثر لطافة أو جمالًا، لم تُضِف إليها بحرًا ولا نهرًا

القمر قريب، هو عين هادئة حالمة، تنظر إلى البشر بحُنُوٍّ وتَعاطُف، يُنير الأرض، يلمسها برفق، عين من شعور حَيّ عميق وقديم، عين تعرف كل إنسان على الأرض باسمه، وتهتم بكل إنسان على الأرض.