تسرد رواية "جراج الزمالك" لحماد عليوة عالما من البشر يعيش على الهامش في الحي الراقي وهو جزء أساسي وفاعل فيه ولا يُتصور تلاشيه، مثلما فعلت رواية "أيام الشمس المشرقة" لميرال الطحاوي فتناولت عالم المهمشين من المهاجرين إلى أرض الأحلام.
في "جراج الزمالك" هذا العالم هو من النوبيين والفلاحين بتناحرهم المستمر، عالم يأتي إلى الزمالك كل صباح في المواصلات العامة أو انتقل إليها للعيش وفق ما تقتضيه ظروف العمل.
تبدأ الرواية من حي جاردن سيتي لتنتقل سريعا إلى الزمالك حيث تعرض لحياة القاع وحياة النخبة في الحي الراقي. نرى التحولات التي مرت بالجزيرة منذ أن كانت عبارة عن قصور وفيلات إلى دخول العمارات وحتى غزو الشركات والبنوك ما أدى إلى الزحام وتكدس السيارات لعدم كفاية الجراجات. والأهم أننا نرى -مجددا- كيف يدفع المهمشون فاتورة مجون أعالي القوم.
يشي العنوان (جراج الزمالك) بفئة المهمشين في جزيرة الزمالك والفئة على اتساعها تضم بوابين وسُيّاس ومن يتولى رعاية الحيوانات الأليفة ومن يسأل الناس، أما الغلاف فكله شخصيات من الطبقة المخملية.
نص ممتع تشوبه الإطالة والخلفيات أحيانا لكنك لن تفلته. ستندهش لتفاصيل أعمدة الإنارة والثقوب والمخفي فيها، وستتعرف على مقبرة الكلاب في نادي الجزيرة، وستقتحم سهرات فاحشة قاصرة على المتزوجين ولا محل لغيرهم فيها.
الرواية هي رواية المكان الثالثة للكاتب العزيز حماد عليوة. في انتظار المزيد.