بعد إنهاء قراءة أي رواية أقوم بكتابة مراجعة عنها لو أعجبتني، وأكتفي بالسكوت لو لم تعجبني لأنها أذواق وآراء شخصية، لكن في هذه الرواية التي أنهيتها لا أعلم ماذا أفعل، الحقيقة أنني طوال قراءة العمل مستمتعة للغاية ومتحمسة لمعرفة النهاية، لكن النهاية هي ما جعلتني في هذه الحيرة، هل هذا بسبب توقعي رؤية خاصة للرواية وصدمت عندما وجدت شيء أخر، أم أن هناك شيء أخر لا أعلم ما هو ، لكن كل ما أعلمه أن الرواية أخذت أكثر من وقتها في التفكير حتى بعد الإنتهاء منها منذ أسبوع مضى، حتى أنني نسيت أمر كتابة المراجعة بسبب مرضي. لكن كان هناك شيئًا يلح عليا يوميًا بأن أكتب عنها، الرواية لم تخرج من ذاكرتي فالأبطال أفكر فيهم وخاصة ليلى ومرضها، حرفيا لا يغيبون عن ناظري. وهو ما دعاني أعيد التفكير في النهاية وزوايا الأمور مرة أخرى. لعلي مخطئة في تقديري للأمر.
وبالفعل النهاية يجب أن تكون كما اختارها البطل وليس القاريء لذلك عدت لتقيم العمل وكتابة مراجعة عنه. كما أن أكثر شيء جعلني أعيد تقيمي للعمل بعد تذكري مقولة د. خالد عاشور
"هناك أعمال للتسلية وهناك أعمال للتأمل"
وهذا حدث معي بالفعل فالعمل ظل في خيالي.
لن أطيل عليكم أكثر من ذلك وسأكتب المراجعة.
نبذة عن الرواية
ليلى وفرانز رواية اجتماعية رومانسية، تجمع بين فتاة من الشرق وفتى من الغرب ، كل منهم له عاداته وتقاليده التي يتمسك بها، ستجمع بينهم قصة حب، ولكن كيف يتزوج المسيحي بالمسلمة ؟ وكيف سيوافق أهلها بذلك ؟
ستتفق مع فرانز على حيلة يفعلونها سويا حتى يتزوجان وتذهب معه إلى ايسلندا حيث الحرية والبعد عن قنا، التي تشعر فيها بالعبودية والقيود الكثيرة المفروضة عليها.
في رواية ليلى وفرانز يصف لنا الكاتب في بدايتها الحياة في المجتمع الشرقي كاملة وخاصة جزيرة دندرة الموجودة في محافظة قنا، يسرد الكاتب بشيء من التفصيل العادات والتقاليد الكاملة لهم، ووصف الشعور الخاص بليلى التي لم تتقبل هذه الأوضاع وتريد بأي شكل أي إن كان الفرار من هذه العبودية من وجهة نظرها. لتجد فارس أحلامها فرانز ، ليأخذها إلى العالم الذي تمنته في دول الغرب، وهنا الحقيقة الكاتب برع في وصف الحياة الكاملة في ايسلندا، حتى أنني ظننت أنه كان يعيش فيها، لم أقل زارها لكن قولت العيش فيها لفترة ليست قصيرة ، لانه لم يترك هفوة إلا وتحدث عنها، وهنا أصبت بالدهشة عندما سمعته في لقاء له أنه قال إنه قام بالاستعانة بخرائط جوجل وآراء بعض الأصدقاء، فكيف له بهذه البراعة أن يوصف مكان لم تطأ فيه قدمه.
وأكثر ما أعجبني أيضا هو رسم الشخصيات فالكاتب أعطى لكل شخصية مساحة واسعة من الوصف، وخاصة شخصية فرانز الذي رسمه بدقة بالغة، خاصة توضيح الفرق قبل نزوله مصر وبعدها وكيف أن الشهور القليلة التي قضاها ساهمت في تغير شخصيته وعاداته وتقاليده، كما أنه وصف حياته بدقة قبل معرفة ليلى وبعد الزواج منها وكيف تبدلت أحواله.
كما برع في وصفه لليلى والصراع الداخلي الذي تعيشه فهي شخصية متمردة وناقمة ومع ذلك تتظاهر أمامهم بوجهه أخر وتتعامل كأنها لم يكن شيء بداخلها. وكيف تتحول قسمات وجهها بسرعة ما بين الحزن والفرح.
من الشخصيات الرئيسية في العمل أيضا هي تاليا، حين قرأت اسمها في بداية العمل ظننت أنها الابنة التي كللت هذا الحب لكنها للأسف اتضح أنها السرطان اللعين الذي فرق بينهم، تاليا اسم أطلقه الكاتب على المرض وأعطى له مساحة في السرد، لأن الهدف الرئيسي من العمل هو التحدث عن هذا المرض اللعين، وماذا يفعل بالإنسان. هذا المرض الذي كان سببا في فراقهم للابد.
ذكر الكاتب بشيء من التفصيل مرض السرطان وكيف يفعل بالإنسان وما خطوات العلاج وحقيقة الأمر محزن للغاية، وهذا ما أراد الكاتب توصيله، المعاناة التي يشعر بها المرض المصابون به. وكيف تنتهي حياتهم به.
في النهاية الرواية جميلة جدا وارشحها بشدة لمحبي الروايات الاجتماعية ذات الطابع الرومانسي.
وأتمنى من كل قلبي أن يشفي الله جميع مرضى السرطان لأنني كنت أقرأ عن المرض لكن الكاتب نقل الاحساسيس والألم الذي يمرون به بدقة بالغة. فكان الله في عونهم.
#ليلى_وفرانز
#محمد_علي_إبراهيم
#قراءات_منى_منصور