الليالي السومرية
نبذة عن الكتاب
"تلال صغيرة، نبات قصب وأسل، أجمة شجر ملتف، في الخلفية شبح زقورة يمتد أمامها سور أوروك في جو مغبش. تمثال أحد الالهة إلى يسار الزقورة يُضاء بنور أحمر. في مقدمة المسرح مشهد يمثل مايشبه قبوراً سوداء. ثمة سلّم يتجه نحو نوع من كهف مرتفع. قرع طبول، صرخات استغاثة، ضجيج جموع بشرية، عواء، تخفت الأصوات تدريجياً وتستمر موسيقى حزينة على الناي مع ضرب طبول: تهبط من أعلى المسرح ملابسُ بيضاء مضرجة بالدماء، يرافقها عويل نساء.."مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz
"أنت أبقى من الآلهة بما وجدت وعرفت وفعلت؛ لأنك عشت وغامرت وجربت وحزنت وغادرت العرش لتجد نفسك." - من مسرحية الليالي السّومريّة للعراقية لطيفة الدليمي 🇮🇶
انطلاقاً من ملحمة جلجامش الرافدية، تعرج لطيفة الدليمي على فلسفة الإغريق كي تهدينا مسرحية بمثابة أمثولة تختبر مقدرات التحلي بالمبادئ الأبيقورية (أبيقور) والرواقية (زينون) في مواجهة الترح والعجز في مواجهة الخوف وحتمية الموت، وذلك من خلال الخيارات التي يجب أن يتخذها كلاً من جلجامش ورفيقه انكيدو.
هل ننغمس في الملذات كي نستشعر الطاقة الكاملة للحياة؟ أم أن اللذة الحقيقة تكمن في التزام الفضيلة؟ هل نستسلم كلية للفرح والحزن كي تكتمل إنسانيتنا؟ أم أننا نرتقي بإنسانيتنا حين نتعامل مع مشاعرنا على أنها عَرَض لظواهر أعمق؟ استثمرت المؤلفة الأسئلة الوجودية التي تطرحها الملحمة السومرية حول طبيعة الموت ومعنى الحياة كي تعالج النص درامياً بمنحى نسوي يجعل من المرأة-الربّة صانعة أقدار ومقدّرات كغانية تارة، وكجامعة للمعارف التراكمية التي تتهافت في حضرتها معارف جلجامش الأحادية.
تظل النصوص القديمة الخاصة بحضارات العصر البرونزي في شرق المتوسط وبلاد الرافدين نبعاً لا ينضب معينه لشتى الآداب، وهذه المسرحية هي خير مثال.
#Camel_bookreviews