وكما أن للمهاجرين فضل فإن للأنصار فضائل، وكما سبق الكاتب عن الحديث إجمالاً عن حياة الصحابيات وفضلهن وقيمة ما قدموة للدين والدعوة وأثر ما بقي من أعمالهم، فإنه قد فضّل الحديث بخصوصية عن حياة الأنصاريات وتخصيص مساحة لأثرهم وما روي عنهم.
أول ما يجيء في بال المرء حينما يسمع عن الأنصار يتذكر كرمهم وحسن وفادتهم واستقبالهم لسيدنا وأصحابة، وإيثارهم الجمّ وإحسانهم الكبير لإخوانهم من المسلمين.
فهذه النوار بنت مالك وقد جمعت بين العلم والمعرفة والفائدة والعطاء، فقد أوفدت أو ما وصل إلي سيدنا رسول الله بعدما دخل منزل أبو أيوب، وكانت إفادتها في قصعة مثرودة خبزاً براً وسمناً ولبناً وأرسلتها مع ابنها زيد وقد قبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لزيد ولأمه بالخير.
وهذه الربيّع بنت النضر فقد عاشت في ظل الإسلام ونشأت في كنفه أخت سيدنا أنس بن النضر وعمة سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، فقد خرج ابنها حارثة في بدر ولم يعد، وفور أن جاءها الخبر قالت والله لا أبكي حتي يعود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله عن حارثة فإن كان في الجنة والله لا أبكي عليه.
الحديث عن مناقب الصحابة والصحابيات يطول في رحاب الجمال الذي كان يكتنف كل مواقفهم ومعايشاتهم ورؤيتهم لله في كل مواقفهم، كانوا لله وبالله فقط وكان لكل واحدٍ منهم فضل عام وحال خاص مع الله، لذا رضي الله تعالي عنهم وأرضاهم.