حكاية بنكهة الحياة الريفية
#ثور_هائج هي متتالية قصصية صادرة عن دار العين لهذا العام للكاتب هشام شعبان
رغم بساطة حياة الريف التي برع الكاتب هنا في متتاليته القصصية في نقلها على صورة يوميات حياة الطفل هاشم نقلها بيومياته البسيطة و بعاداتها و مسميات الأشياء فيذكر " الكانون ، الطبلية ، وابور الجاز ، التليفزيون الأبيض و الأسود و فيلم الضوء الشارد الذي يذاع على القناة الأولي و الثانية و أرغفة العيش الشمسي
ذكر كل شئ بأسمه رغم إن المجموعة كلها كتبت باللغة العربية الفصحي و لكن كانت مطعمه بمسميات الأشياء كما هي في الواقع الريفي مثل كلمة "ديك النهار" فيقول
" ديك النهار شاهد المارة زوجته و هي تتوسل لعم صابر صاحب دكان البقالة أن يبيعها صفيحة سمن و يقيد ثمنها على الحساب .."
و ذكر كل ما يحدث في الحياة اليومية أو في السنة من فرح إلى عزاء و أعياد دينية فذكر أحد السعف و الذي يصادف اليوم الذي اكتب فيه عن المجموعة #أحد_السعف فيقول
"الكنيسة قائمة على رأس شارعهم ، تعج بالرجال و النساء و الأطفال ، و أمامها بطول الطريق ، وقف الباعة و قد افترشوا الأرض بفروع النخيل و سنابل القمح الخضراء .. وقفوا يصنعون من فروع النخيل تلك أشكال جمالية .."
كما ذكر أيضًا السحور في رمضان و هو مايحدث الآن و أنا اكتب المراجعة في هذه الأيام #السحور فيقول
"حول طبلية عتيقة من الخشب وسط باحة منزلها غير المسقوف ، جلست الحاجة خضرة و أبناؤها الأربعة لتناول السحور .. قطعة جبن قديم و فلفل مسلوق و فول حراتي .."
كان يذكر الكاتب أدق التفاصيل في الحياة اليومية للريف و ذلك دون حشو أو سرد كثير بل كان مكثف فالمتتالية القصصية 76صفحة فقط يمكن أن تقرأ في جلسة واحدة تعيش فيها أجواء الريف مع يوميات الطفل هاشم و تتجول معه في غيطه و بيته و تحضر معه طفولته الريفية و فرحه و حزنه حنان أبيه و غضبه و الأفعال الطفولية و تتطرق الكاتب أيضًا لعدة قضايا هامة كتعليم الفتايات و الثأر و الموت و البخل و غيره ..
ستجد في المجموعة قضايا و مسميات و تفاصيل كثيرة و لون أدبي نشاهده في التلفاز فقط غير مكتوب
بلغة سلسة مكثفة ستبتسم كما فعلت أنا أثناء قراءتي عدة مرات مع المواقف و ستحزن كما فعلت أيضًا كل ذلك في 76صفحة فقط
#ريفيوهات_نسمة_عبداللطيف