"إن الأسئلة غير المتوقعة هي التي تُوقظنا، وتجعلنا نفكر. وفي نهاية الأمر، تدفعنا للتخلي عن أفكار كنا نعتبرها يقينية."
رواية "الأحياء والآخرون" للكاتب الأنجولي "جوزيه إدواردو أغوالوسا" رواية غريبة ومُربكة، فتبدأ الرواية بمؤتمر وحفل أدبي يجمع العديد من الأدباء في جزيرة "موزمبيق" ليتفاجئوا أن كل وسائل التواصل انقطعت وحتى الجسر الذي يربط الجزيرة قد سقط وهناك ضباب هائل حولهم، فلا يملكوا إلا أن ينتظروا القادم، لعله يكون مُنقذاً لهم.
وفي أثناء ذلك، تحدث العديد من الحوارات والنقاشات والحكايات الذاخرة والممتعة، حكايات من افريقيا، وتمتد إلى خارجها، أحياناً تكون الحوارات فلسفية، وأحياناً تكون بغرض المُتعة فقط لا غير، فتجد نفسك بداخل رواية افريقية ساحرة، مليئة بالحكايات الملونة، والمواضيع الهامة، كعلاقة الاستعمار بأفريقيا، وعلاقة الأفارقة بالاستعمار، وكيف أن تلك العلاقة لها طريق ذهاب وعودة، فالتأثر والتأثير للطرفين كان جلياً، -حتى أن كاتب الرواية أنجولي الجنسية أبيض البشرة أكبر دليل على ذلك- ولكن الخاتمة كانت مبهمة، شعرت بالضجر منها وهو شيء غريب على نهاية، وشعرت بالحيرة، وحتى الأجواء السحرية والمجنونة التي لها علاقة بانقطاع وسائل التواصل عن الجزيرة وجدت الأسباب غير مُقنعة بعدما انقشع الضباب عنها.
ختاماً..
رواية مُمتعة، ستجعلك تنظر إلى افريقيا وعلاقتها بالاستعمار من منظور مختلف، الرواية أيضاً مليئة بالأحاديث الأدبية الساخرة والواقعية، كيف تحول شكل الأدب والأشكال العديدة التي كانت بداخل الرواية لتدل على التدني الأدبي الذي وصلنا إليه، لولا النهاية وعدم ارتباطي التام بالشخصيات لكان تقديرها أكبر بالنسبة لي، لكنها تظل حكاية مُسلية وتستحق أن تُقرأ.