اقتباسات من رواية أيام سمير حمص

بيته مرَّ يومان ونشف الخراء؛ تحول من الحالة السائلة إلى حالة صلبة سهَّلت إزاحته وحمله عن طريق عشرات من عربات النقل التي أسرعت إلى الصحراء تواري سوءات المواطنين خرج إعلامي شهير داعيا لاستغلال الأزمة استغلالا أمثل مبينًا فائدة المخلفات كسماد

ـ لم تخفِ فرحتها لموته توقعت أن تقوده في رحلة صعوده كما فعلت مارجريت بفاوست لم تكن تعرف الألماني وحبيبته بالطبع، ولكن ما خمنته - ولديها كل الحق - أن جمع الشمل قد حان، ولكن الرجل صعد كنجم وكان

قذف صدر سمير لبنًا! كان السائل الأبيض ينساب من حلمته اليمنى بلا توقف. وقف يعصر ثديه في المرحاض ويبكي. استحال بكاؤه نشيجًا متواصلًا. تذكَّر وصف أمه لهذه الحالة. هَمْهَمَ وسط نشيجه: «صدري حَنَّ يامَّا، صدري حَنَّ للعيال وأنا راجل يامَّا».

اعترضه كثيرون لطمت أمه، وشقت أمي ملابسها، وصرخَتْ أختي وبكيتُ معهم، وأبي لا يبارح مكانه يريد أن تصل حباله إلى الجسد النوراني تشبثت بالمشهد، واحتفظت بالذكرى كاملة ظل مذاقها في فمي مصبوغًا برائحة حصاد تلك الأيام، وكأن زهر البرتقال ما

‫ قِيل إن عقله لم يتحمل ما رآه، عاد إلى قريته، واجتهد في مداراة ما حدث أيامًا وأسابيع، أتذكر كيف أخذ يتعامل معنا وكأنه تجاوز الأمر حتى أقبلت ليلة صيفية يتوسط سماءها بدر مكتمل، هرول أبى إلى ساحة القرية، عقد

‫ كلما قرأت خبرًا عن العثور على رفات جنود في سيناء، تخيلت بقايا أبي وقد وجدت أخيرًا من يحنو عليها ويدفنها دفنًا يليق بها سمعت أن فرنسا استقبلت يومًا عظام رمسيس الثاني استقبالًا رسميًّا؛ كملك، ولكن أبي ليس رمسيس الثاني،

‫ كنت أحيانًا أُحدِّث نفسي بأني سأنجو كوني ولدهما الوحيد، ولن يستطيع أحدهما قَتْلي، غريزتا الأبوة والأمومة ستنتصران لا محالة، هكذا فكرت ولكن إدراكي أن اللعنة ترعرعت في عقلي كان يقضي على كل أملٍ لي في النجاة، كنت أعرف أن

‫ «أراضيكم فين يا بوسطجية مراسيله اتأخرت شهرين ومية».

لم أتعامل مع ما حكاه أخي لي على محمل الجد، إلا حين استيقظت باكرًا ولم يأتني صوته القديم، عرفت أن المراسيل ربما تكون قد وصلت أخيرًا.