اقتباسات من كتاب صورة شخصية لزوجة شاعر

في زمن قصير، تبدلت السياسة تمامًا: من زعيم حارب ذات يوم في فلسطين، إلى زعيم صار وسيطًا في صفقة سلام مع إسرائيل وتبدل وجه مصر الثوري، التي خرجت أمها في سفوره، بآمال عالية وحذاء عالي الكعب، منضمة لحملة المطالبة بحقوق بحقوق المرأة الاقتصادية والسياسية، ودعكت بقدميها أسفلت حواري وأزقة أحياء القاهرة الفقيرة، داعية لمرشح حدث في زمنه سفور المرأة؛ إلا أن وجه مصر الثوري تنقَّب بعد انتصار عام ١٩٧٣ العسكري.

إنها تعلمت أن تقبل الناس كما هم؛ وإن انتقدت سلوكهم بينها وبين نفسها، لا تسمح لذلك بأن يؤثر على تعاملها الشخصي معهم.

وسواء أحب العرب أن يعترفوا أم كرهوا، هم جسد واحد ـ جسد موبوء للأسف ـ تتناحر أعضاؤه فيما بينها وتتحارب، وتعمى عيناه، أو تتعامى باستهتار، عن ترياق الشفاء من وباء الجهل حتى الأثرياء المنعَّمون منهم لا يكترثون، معتقدين أن تحالفهم

معظم الناس يعيشون ويموتون دون أن يفهموا تمامًا ما حدث لهم، وأحيانًا لا يريدون حتى أن يعرفوا، ويشعرون براحة أكبر مع الجراح المألوفة. فهم لا يملكون شجاعة خوض رحلة الألم، غير مدركين مدى أثرها المحرر لأرواحهم.

وحصلت رينيه على منحة لتعليم أبناء اللاجئين العرب في برلين، وجمعت منهم أطفال الشوارع الذين كانوا تحت رحمة الموساد ويواجهون مصير بيع المخدرات أو السرقة. وقد نجحت أيضًا في تطوير إدارة المدرسة، لكن مصيرها كان الإغلاق في النهاية.