آليات الفهم والدلالة في المدونة النقدية الحديثة
تأليف
أبو اليزيد الشرقاوي
(تأليف)
بعد خطى متواترة من البنيوية الى ما بعد البنيوية، والحداثة وما بعدها، والأسلوبية، والتفكيكية، والألسنية، والنصية والنقد الثقافي، مرورا بمداخل مثل التناص والنقد النفسي ونظريات القراءة والاستقبال، والتداولية، وما يدخل ضمن (النقد) بمفهومه الرجراج، عاد الناقد د. أبو اليزيد الشرقاوي مرة أخيرة يطرح هذا السؤال: ما الشعر؟ وما النقد؟ وما العلاقة بينهما؟
وهذا الكتاب الذي يحمل بين دفتيه فصلين: أولهما يتعلق بآليات الفهم، وهذه أصعب إشكالية في النقد الحديث، الذي يكاد يؤمن بأن فهم الشعر ليس أمرا مطلوبا، وحتى لو فهمناه فإن ذلك لا يعني نقده، بل أكثر من ذلك، حبذا لو كان الشعر غير مفهوم !والفصل الثاني، يدور حول آليات استنباط (الدلالة) لهذا الشعر. وهل بالفعل له (دلالة)؟، وإن تكن، فأين هي؟ هل في النص أو في خارج النص، وهل يمكن الوثوق في شيء ما (معنى ما) نشير إليه، ونقول: هذه هي دلالة القصيدة؟
إن هذه الدراسة تدخل ضمن نقد النقد ( الميتا نقد)، وعوض أن تثرثر حول صلاحية هذه المناهج التي نبتت في سياقات حضارية وثقافية غريبة عنا، وتم اجتلابها وتفعيلها في ثقافة عربية تختلف في سياقها الحضاري والثقافي عن المرجعية الفكرية لهذه المناهج، وتثير نفس الغبار الذي أثاره سابقون ثرثروا حول ذات النقطة، عوض ذلك تتقدم هذه الدراسة لتختبر صلاحية هذه المناهج لاستكشاف شعرية نص عربي.