مراجعات رواية وليمة خلقت من فقاعات الهواء: ترانيم إلى متوسطين على البحر المتوسط

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

وليمة خلقت من فقاعات الهواء:

- محمد درغام.

الحقيقة أنها ليست تجربتي الأولى مع الكتاب، فمن بداية الماراثون كان من أول الكتب التي جذبت عيني، لاسمه وغلافه المميزين، ومن ثمّ كان من أول قراءاتي أيضًا.

عملٌ يملكُ -بالنسبة لذوقي الشخصي- كلّ المواصفات ليكون كاسح النجاح؛ خبزٌ يونانيٌّ وبلدي في بداية صفحاته، ينمان عن وقتٍ كان يصعب عليك تمييز المصري فيه من ابن البلد، فهناك ثقافات مختلفة، تمّ وضعها في مكانٍ واحدٍ قديم -١٩٥٦- ومن ثمّ يتهيأ عقلك للوحةٍ بنيةٍ عتيقةٍ من تاريخ مصر، إلى أنك تصاب بالخيبة وقت لا يحدث هذا!

الكتاب مقسّم إلى قسمين: الأول: كتاب ترانيم كتافاست:

١٤٧ صفحة، والذي هو سبب عدم تكملتي لقراءة العمل في المرة الأولى، فلا ترتيب للأحداث، ولا سهولة في طرحها؛ كنا من ثانية نتحدث عن رخا، ثم فجأة نعطف على ناني وكتبها دون لحظةٍ فاصلة، فننتقل من الخمسينات إلى الثلاثينات إلى الألفية في تداخلٍ شديد، والأهم، دون تعبيرٍ واضح! فأنا وبينما أقرأ للعقاد -ربّ اللغة- لم أحتج لأن أقف أمام كلّ جملةٍ على حدى بهذه الصورة، محاولةً استعياب الذي يرمي إليه الكاتب! تخيل أنك تقرأ كتابًا صخمًا كهذا، ولا تساعدك لغته أو أحداثه على المضي فيه قدمًا، رغم أنّ الحكاية بها عوامل النجاح. والٱن صار مفسرًا لمَ لم أكمل العمل في المرة الأولى للأسف.

الكتاب الثاني والثالث:

النشور والارتواء

٢٤٠ صفحة. القراءة في المرة الثانية:

وعليك أن تدرك أنني أخذت عهدًا ألا أحكم من قراءتي السابقة، وأن أنسجم مع الحكاية أكثر، فلما فعلت استمتعت بالخط الدرامي لهاروت ودنيا، خاصةً مشهد سباحتهما وسط أسماك البوري والبربوني، وانتقل إليّ شيءٌ من سعادتهم، وللأسف، ولا شيء ٱخر؛ ظهرت مشكلة الحبكة واللغة والسرد الملتوي مرةً أخرى، ليعود ويتكملني الأسف والملل، والأولى كما ذكرت، فأسباب النجاح ممهدةٌ موجودة، غير أنّ إخراجها لم يكن ناجحًا.

النهاية كانت مرضية لا بأس بها.

على أنهُ -الكاتب- يحسب له أن يخرج بعملٍ ضخمٍ كهذا، في أول إنتاجاته، لكنّه عليه أن يجعل القادم أبسط وأوضح، فإن كان العمل عظيمًا مذهلًا، ولم يصل للقارئ، لا يصبح ذات قيمة.

اقتباسات:

❞ هي غالباً كتب قرأها يصحبها التماساً لأُنْسٍ وشعوراً بالحماية، يمنحه الكتاب المفضل. ❝

❞ كلُّ شوارعك تحمل بصمة إصبع قدمي الكبير هذا ❝

٢/٥

❞ ليست الإسكندرية، التي يعرف الجميع أن تحتها ما يسمى بالكتاكومب، كوم الشقافة. لا، ليس الأمر هكذا هنا. سراديب مدينتي كانت مجرد خيالات نسمعها طوال حياتنا كما نسمع حواديت جن البحر مثلاً، لم يرها فعلاً أحد. ❝

محظوظة انا بزيارة اخرى لمحافظة بورسعيد في ذات الشهر تلك المحافظة المعروفة بالمدينة الباسلة لما عانى اهلها من حروب و موقفهم امام الإستعمار و تهجيرهم عدة مرات ، بدأت الرواية على مهل كانها تتسلل دون ان يشعر بها احد بوصف للمدينة التي تدور بها الرواية فكنت اسير بالطرقات و انا انظر هنا وهناك على المدينة الساحلية دون ان ادرك هي ايهم حتى تاكدت.

الكتاب مكون من جزئين ولكن الجزء الأول "ترانيم كتافاست" حوالي ثلاث ارباع الكتاب ، عنوان الكتاب ملفت للنظر للغاية ومثير للفضول لمعرفة ما يحويه الكتاب ، اللغة جيدة للغاية بلا اخطاء املائية تقريبا و تدل على ثقافة المؤلف و سعة اطلاعه.

شخصيات الرواية متنوعة تصيب القارئ بالالتباس فيما بينهم و تناقش عدة موضوعات منها هجرة البعض من الدمار المنتشر في البلد و على الصعيد الاخر تمسك باقي اهلها بها

❞ تسألنا ناني: أيجرؤ قارىء نهم على الزعم بأنه لم يسرق كتاباً في حياته؟ أو لم يشته ذلك على الأقل ، فيالق من كتب وضعتها ناني مختلطة أفقياً ورأسياً، كعوب على بطون، بفن تنسيق زهور، بلا وجهة موضوعية، بلا تصنيف، فالتصنيف حسبما ترى هو عنف غير مبرر تجاه الكتب. هي متسلسلة بترتيب السرقات، الذي لم يختلط عليها قط. ❝

يصاب القارئ بالملل اثناء القراءة من طول الرواية و انتقالها بين الشخصيات وأظنها تستحق كتابة أخرى لتوصيل الفكرة المقصودة كما يجب.

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

تختلف طرق الرواية التاريخية وتتعدد أساليبها بجانب طرق العرض وآليات السرد ، تارة يختار الكاتب أن يحكي التاريخ عن طريق الحُكام أو بواسطة الأحداث الكبيرة التي لن ينساها أحد أو تلك الفارقة في تاريخ أمة أو شعب بعينة.

وليمة خُلقت من فقاعات الهواء ، اسم غريب اعتبرته باب مجهول لا تعلم ما وراءة إلا حينما تتصفح أوراق الرواية.

هو تأريخ اجتماعي سياسي لفترة حرجة جداً مرت بها مصر ابتداءً من العدوان الثلاثي على مدن القناة وانتقالاً بأحداث التهجير والمقاومة والحرب طويلة النفس التي حدثت حينها.

الرواية مليئة بالأشخاص الذين يمتلك كل واحد منهم حكاية خاصة ذات تفاصيل جمّة وهذا إلي أن يتداخل الفرد مع المجموع فنجد سيلاً من التاريخ والحكايات المتصلة التي ستصيبك حتماً بالتوهان وستفقدك الغاية من هذه الكتابة !

طريقة السرد بطيئة جداً ومع كثرة الحكايات فقد تصاب بالملل من هذا الرتم الثابت ، وجدت أيضاً أن الكاتب أن يضيف غرائبية إلي الأحداث فعاد بالتاريخ إلي الماضي عن طريق أوراق للغز غير مفهوم !

أنا متأكد أن كاتب هذه الرواية لدية ما يود أن يقول ويقصد بتلك الكتابة ، لكنه اختار الطريقة الأصعب والتي بالتأكيد لن تساعده فيما يريد أن يفعل.

⭐⭐.

❞ لأسباب لا أفهمها إلى اليوم، أحلم غالباً بمدينتي فارغة، وأنا فيها، وحدي، أقوم بأدوار متنوعة. ❝