#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
أعجبتني جرأة الكاتب وشجاعته للحديث عن هذا الموضوع الذي ندر أن يتحدث عنه أحد الكتاب العرب، على الرغم من احتياجنا الحتمي إلى نشر الوعي به لكل الأعمار وخاصة لدى الأطفال والمراهقين في ظل محاولات داعميهم من تدشين قوانين حماية لهم بالإضافة إلى كثرة ما تنشره وتلمح إليه وسائل التواصل الاجتماعي بصورة غير مباشرة محاولة لجعل هذا الأمر من الأمور الطبيعية من كثر رؤية أو تعرض الطفل لها، ولعل إدراكهم ومعرفتهم قصة نبي الله لوط عليه السلام وأفعال قومه المنكرة وما أحله الله عليه من العقاب لهو السبيل الأمثل لوقاية أبنائنا واطفالنا من هذه الفتنة اللعينة التي يقوم الغرب بنشرها..
الجميل أيضًا صياغة الكاتب لسيرة نبي الله لوط عليه السلام في صورة رواية وليست سرد قصصي وهذا ما يزيد من اندماج القارئ مع القصة..
فيبدأ الكاتب بذكر قصة حياة نبي الله لوط عليه السلام ونشأته مع عمه إبراهيم خليل الله وسبب تسميته بلوط ثم ينتقل منها إلي أمر الله له بالهجرة وبداية الدعوة في سدوم وعمورة، فيصف أولًا شكل الحياة فيها والوضع الغريب الذي كان عليها أهلها، وهنا راودني سؤال ما السبب في ذلك؟ ما الذي حدث لهم ودفعهم إلى أن يصبحوا بهذا الوضع المشين المخالف لما كان عليه أسلافهم ؟
فلكل فعل سبب أو على الأقل مسبب كان السبيل لحدوث هذا الفعل ولو بأثر بسيط. ووجدت الإجابة على بعد بعض صفحات قليلة، فكيف أن لشخص واحد أن يكون له هذا التاثير الرهيب على أمة بأكملها؟
على الرغم من أن من بدأهم بهذا الفعل الشنيع كان في سبيل الانتقام من غزوهم عليه وعلى قافلته ولكن يا ويلتاه من فعلته تلك، أبت إلا أن تذكره على مر التاريخ، بأنه أول من أبدع هذا الفعل الشنيع ونشره في الأرض، والعجيب هو رد فعل المعتدى عليه، فقد وجد في الأمر لذة تدفعه إلى تكرارها، ولعل هذا من ابتلاء الله لنا نحن البشر لنقي أنفسنا الفتن، فلو أدرك أحدهم مثل هذا الأمر آنذاك لما حل بهم ما حلّ، تمامًا مثل قابيل ابن آدم عليه السلام حين قتل أخاه هابيل وكان سببًا في نشر القتل على مر العصور..
فكان لوط عليه السلام مطالب بموعظتهم وردهم عن البغي الذي جنوا به على أنفسهم من ارتكاب المعاصي والآثام على اختلافها من كبيرها لصغيرها ودعوتهم إلى الهدى والصلاح وطاعة الله الواحد القهار فرفضوا وأصروا على عصيانهم فأهلكهم الله بذنوبهم..
يتطرق الكاتب خلال الحديث للكثير من التفاصيل التي تحتويها هذه القصة وذلك رجوعًا لأسفار العهد القديم، كحكاية أليعازر كبير عبيد سيدنا إبراهيم، وحوار لوط مع ابنتيه في الغار بعد أن نجاهم الله من هذه القرية وهو ما لم يرد ذكره في القرآن الكريم، وكذلك تفاصيل زيارة الملائكة لسيدنا لوط...
صدق رب العزة " ولكن الله يهدي من يشاء " فالهداية والصلاح وطاعة الله هي قدر قدره الله لنا وهذا من فضله وكرمه علينا، فامرأة لوط على الرغم من كونها من أهل بيت النبوة إلا أنها أصررت على كفرها ومعصيتها ولم ينل الإيمان من قلبها ذرة واحدة وكأنه قد طبع على قلبها الكفر والمعصية مثل باقي قومها فكان لها نفس عقابهم وهلكت معهم...