هذه الرواية هي سادس اعمال الكاتب تقريبا بناءا على تقرير goodreads والذي تصادف إن لدي رواية ورقية له لم اقراها بعد .. لذا شعرت إن إسمه ليس غريبا على ذاكرتي
❞ - أنا أفضل ركوب القطارات فيها ثبات واستقرار ومساحة رحبة من الونس، ❝
تبدأ الرواية برحلة مسافر في القطار ودقة وصف المؤلف لما يراه و ما يشعر به و ما يسمعه حوله اثناء تلك الرحلة و تلك الذكريات التي تنزل عليه تباعا فتثير بداخله البهجة تارة و الم الفقد تارة أخرى .. هذه الدقة في الوصف و رسم المكان و الزمان تجعل القارئ يتمنى لو يصعد على متن قطار في رحلة تمتد لساعات فيسرح فيها في كل ما مضى و ما هو آت من حياته فإن كان عليم بمنتهى رحلته القصيرة إلا إن رحلته الطويلة يجهل نهايتها
❞ فالموت كالحفل الموسيقي كلما كانت بروفاته متعددة قبل بدء وقائعه، كان ألطف على متلقيه. ❝
تدور معظم أحداث الرواية في مدينة النور وإن كانت تمر بعروس البحر كمحطة مبدئية ثم يطير بعدها بطل الرواية إلى مطار شارل ديجول لتبدأ الاحداث في الاحتدام على مهل ، تسير أحداث الرواية في ايقاع رومانسي سريع دون شعور بالملل متخللا الاحداث الكثير من التاريخ سواء عن الآثار أو اللوحات أو سبب تسمية كل شئ نظرا لأن بطل الرواية يهوى تجلي الحقائق و الوقوف على أصل كل شئ ، وقد كان من أهم المعلومات بالنسبة إلي هو حديثه عن تاريخ شارع فؤاد المعروف أيضا بطريق الحرية و مسرح سيد درويش الذي عرف قديما بدار اوبرا الإسكندرية يليها جسر الحب أو جسر الفنون بباريس الذي كثيرا ما رايته في خيالي و في روايات الكاتب الفرنسي غيوم ميسو معلق عليه ملايين الاقفال من العشاق الذين يتوافدون إليه من كل العالم برغم كونه واحد من عشرين جسر للحب في انحاء العالم إلا إن تلك الاقفال كانت سببا في انهيار جزء من الجسر حين ازداد ثقلها مما ادى إلى ازالتها من قبل البلدية و اعتراض الجماهير و استبدالها بالواح زجاجية في 2015 .. نعم كنت على دراية بهذا الجسر لكن فكرة إزالة اقفال الحب كانت جديدة تماما علي وأنا اهوى في قراءاتي إلا امنح المعلومات على طبق من ذهب بل اسعى إليها سعيا لتثبت في ذهني .. و القراءة وحدها قادرة على اثارة ذلك الفضول بداخلي.
غلاف الرواية في رأيي أنا يحتوي على بعض الصور المناسبة للقصة و الاحداث اما اللون البنفسجي الساطع فلا يتناسب نهائيا مع الفكرة الأساسية للرواية بل يناسب فقط رومانسيتها إما العنوان فكان من الممكن وضع عنوان أكثر اثارة وتشويق أو حتى إن رغب في المؤلف في عنوان بسيط فمن الممكن إن يكون عنوانها "ارث فرنسي الطابع" بدلا من "التركة" التي تشعر بعاميتها لكونها لغة دارجة
مزج المؤلف روايته بالكثير من المقطوعات الموسيقية و ليس أحب على قلبي كقارئة من هذا فقمت بتدوين جميع أسماء المقطوعات لسماعها .. روائي مثقف ذو اذن موسيقية.
❞ لكن لا مفر من اعتناق مقولة محمود درويش «أحب الشيىء وأنقلب عليه لئلا يستعبدني» وياليته كان استعباداً لكنه إبادة محو. ❝
لم أحب نهايتها بل كنت ارغب في نهاية مطولة اكثر دون اختصار .. رغبت في الشعور بلذة الانتصار بشكل أقوى و في المجمل هي رواية تستحق القراءة.
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين