اكثر ما حاز إعجابي بتلك الرواية المتقنه عو ترجمتها الفصيحة الماتعه لغتها القويه الرصينه فضلآ عن رواية البخيل هذا الذي خلقه الكاتب أفضل خلق علي نحو يحاكي الواقع بحيادية شديده جدآ
وحتي ذكرني نوادر البخلاء للجاحظ وذكرني بالكثير الكثير مما عاينته من مشاهد أولئك الحفاة العراة الذي عشقوا المال والذهب وأفنوا حياتهم وعهودهم ومواثيقهم لهذا الحب في إخلاص يتقلص عنه إخلاص أشد العاشقين دنفآ ودلهآ وهيام
ألامر الذي جعلني أفكر وانا اجوب بأوراق تلك الرواية التي لم اشك لحظة واحده بصدقها وواقعيتها لما ننكر علي البخلاء عشقهم للمال والذهب أليس ذلك يطرد عنهم شبح الكأبة المظلم ويمنحهم السعادة الروحيه والصحة البدينه وهم اذا ينظرون الي لمعان الذهب يشعرون متعة من ينظر الي أمرأة لم تترك من الجمال شيئ ألا حازت منه نصيب موفور او من يري مائده عامرة باطيب العام أو كمن يجوب بلدان الارض يمتع القلب والعين من مناظرها الخلابة وطبيعتها الساحره واذا كانت تلك المتع كلها يحقق معظمها المال فلما ننكر علي البخلاء عشق المال
ربما لان البخلاء يخرجون المال من طبيعته كخادم للأنسان محقق لأماله وطموحه وقائم علي تحقيق رخاؤؤه النفسي ومركزه الاجتماعي الي مخدوم وغاية في ذاته يخدمه صاحبه لاهم له ألا الحفاظ عليه وتكثيره وذيادته وهذا خلل وانحراف بالمال عن دوره المقدر له بهذا الحياة