رسائل بلوتار خوس عن إيزيس وأوزيريس
نبذة عن الكتاب
وهكذا استغل حوادث أسطورة إيزيس وأوزيريس لتفسير آرائه في الأخلاق، والدين، والفلسفة، وللتعليق على تلك الآراء السخيفة التي يراها بعضهم في الله، وللدفع عن الرأي القائل بأن الأمم، وإن اختلفت شعوبا، تتحد في عقيدتها في ذلك الكائن العاقل. ومع ذلك يذهب إلى أن هناك مبدأين: مبدأ للخير، ومبدأ للشر، وإلى أن في وجود مبدأ الشر بجوار مبدأ الخير- أو على الأحرى في تصارعهما- ضرورة لبقاء الكون واطراد الحياة، إلا أنه ينفي عن الله الشر، ولا ينسبه إلا إلى الجنَّة الخبيثة. وفي الحق نجح نجاحا عظيما في استغلاله هذه الأسطورة، إذ كانت عقيدة الإلهين إيزيس وأوزيريس- أو على وجه أصح سرابس- واسعة الانتشار في ربوع الإمبراطورية الرومانية من ناحية؛ فشيد القوم لهما في أوربا معابد شتى، ونذروا لهما النذور، وعيّنوا لهما الكهان الأتقياء المجتهدين ذلك في الوقت الذي كانت ديانة الإمبراطورية فيه قد عفا عليها الزمن، ومن ناحية أخرى كانت تلك العقيدة المصرية في أوربا ذات أثر قوي في النفوس؛ فكانت سلوى القوم في مصائب هذه الحياة الدنيا، ومبعث الأمل في حياة سعيدة في الآخرة. وكانت تجذب قلوب الناس بأفكارها النبيلة، وأعيادها، وأحفالها، وطقوسها. لقد كان إيزيس في أوربا مثال الزوجة المخلصة الوفية، والأم الرءوم، والمرأة الورعة المتقية، كما كانت رمزاً للحب الخالص عند الفتيات، والفتيان. وكان أوزيريس أيضا مثال الزوج الشهم، والأب الكريم، والحاكم العدل، وفوق هذا وذاك معلم البشر الأول، ومؤسس الحضارة الإنسانية، ورسول المحبة والسلام على الأرض، مما تفيض به الأناشيد المصرية، والنصوص اليونانية والرومانية القديمة. وكان كلا الإلهين ينصح الناس بإتباع الفضائل، وينهاهم عن ارتكاب المعاصي خشية يوم الحساب.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 105 صفحة
- [ردمك 13] 9789779912073
- وكالة الصحافة العربية
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
47 مشاركة