سيرة فبراير: تجربة شخصية - إدريس المسماري
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

سيرة فبراير: تجربة شخصية

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

صدر مؤخرا عن وزارة الثقافة الليبية، يسرد الكاتب والناقد إدريس المسماري رحلته مع زنازين وأقبية الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي، بعد اعتقاله يوم 15 فبراير/شباط 2011. ويتذكر المسماري الذي اعتقل على خلفية إعلانه على شاشة قناة الجزيرة انطلاق الثورة في ليبيا، مشاهد السجن والتعذيب بعد شهر على هروبه من العاصمة طرابلس منتصف العام 2011 وتردده على مقاهي القاهرة وتونس.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
5 1 تقييم
16 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب سيرة فبراير: تجربة شخصية

    2

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    يوميات قراءتي لكتاب سيرة فبرايل لـ إدريس المسماري:

    ـ عشت تفاصيل بدايات الثورة الليبية، يوماً بيوم وفي بعض الأيام ساعة بساعة، وعليه قرأت تقريباً كل كتاب صدر عن هذه الثورة حتى لو كان مؤلفه من خصومها، لذلك تأتي قراءتي لهذا الكتاب إكماﻻً لهذا الفضول المعرفي لكل ما تعلق بهذه الثورة، وأنا شغوف بكل ما كتب عنها بغض النظر عن مستوى كاتبه، وﻻ يزال المكتوب عن هذه الثورة قليل جداً لأن الثوار ـ فيما يبدو ـ ﻻ زالوا مشغولين باﻻقتتال بينهم!

    ـ بداية الكتاب موفقة وهي تبدأ على نحو قصصي: "فجأة سمعت خبطات مدوية على الباب..

    ـ في بداية الثورة يوم 15 فبرايل وأثناء تظاهرة في بنغازي اتصل المؤلف بقناة الجزيرة ليخبرهم عن حقيقة ما يجري في بنغازي، ويكشف لهم عن بدء التحركات الفعلية للثورة الليبية في وجه القذافي، فأمر سيف القذافي من منسق فريق العمل الثوري ببنغازي ناصر الحسوني اعتقال المؤلف وتأديبه على ما قام به طالباً منه بالحرف الواحد "قص رأسه" فجرى اقتحام بيته بعد أن تابعوا ذبذبات هاتفه الخلوي.

    ـ قصة محاولة اعتقاله لم تستغرق إلا ثلاث صفحات هي بداية الكتاب ثم رجع المؤلف بنا عدة أشهر إلى نهاية عام 2011م لإرهاصات الثورة الليبية، وهذا التكتيك الكتابي موفق جداً، فقد أشبع نهم القارئ لمعرفة موقعه من هذه الثورة ثم عاد ليكتب الكتاب على النحو الذي أراده، وﻻ أدري هل ثمة مستويات أخرى في السرد سنشهدها في الصفحات القادمة؟ لكن أمكن لي في الصفحات القليلة أن أعرف أن الكاتب روائي وعليه فاستعماله لهذه الأساليب سيكون متقناً ومتفهماً.

    ـ يرى المؤلف أن القذافي حاول استباق هذه الثورة بإلهاء الشعب الليبي بغنائم ﻻ فائدة منها، فقد حرض الشباب الباحثين عن عمل أو سكن على الاستيلاء على البيوت والشقق التي يتم بناؤها والتي تسمى بالليبي "عظم" وقد تم له ما أراد وانشغل الليبيون بهذه المهزلة ولم يستفد من شارك فيها إلا بالأدوات الصحية في دورات المياه والمطابخ، ونوافذ وأبواب البيوت!

    ـ رغم البداية الموفقة للكتاب والدخول المباشر إلى أجواء الثورة والبعد عن تفصيل الواقع الليبي قبل الثورة، أو بسط سيرة المؤلف قبلها كما اعتدنا في بعض المؤلفات الضعيفة إلا أن القارئ بحاجة لمعرفة تاريخ الكاتب وماضيه الحياتي والنضالي وهو ما لم يفعله المؤلف أو على الأقل في الصفحات الخمسين التي قرأتها حتى الآن.

    ـ يعترف المؤلف أن الكتابة الإبداعية عنده عذاب ومكابدة (تجربته مع روايته التي يعكف عليها) وهي شفافية تحسب له إذ قل من المبدعين من يعترف بذلك، ويراها بعضهم أو يصورونها لنا في ثوب قشيب حالم، بل الكاتب يجعلنا نعيش أجواء روايته التي يكتبها ويشاركنا العقبات التي يواجهها فيها، لكن إذا تأملنا عمله الكتابي الذي نقرؤه الآن وما فيه من يسر وسهولة أمكن لنا تفهم العذاب الذي يكابده حتى يكون عمله بهذه السهولة والعذوبة، وكما قيل العمل الكتابي الجيد صعب الكتابة سهل القراءة، والعكس صحيح.

    ـ تبدو الحالة الصحية للمؤلف متضعضة، فهو يتوكأ على عصا، وداء السكري متمكن منه.

    ـ صنعة الكاتب كروائي تجعل عمله الكتابي هذا الذي يتناول فيه سيرته أو سيرة الثورة عملاً مجوداً وشائقاً، فثمة حبكة تحكم عمله، وخيطاً رفيعاً يجمع أحداثها، وهو يعي تماماً ماذا يريد قارئه وما لا يريده، الروائي يصنع سيرة محكمة لأن السيرة لون من ألوان الرواية في رأيي.

    ـ بعد مضيي في نصف الكتاب بدأ يستبين لي شيءٌ من ملامح السيرة الذاتية للكاتب إذ سبق وأن قضى في السجن عدة سنوات، وقد باح بهذا السر في الوقت المناسب لقارئه.

    ـ المؤلف يعترف بأنه لا يصلي، وهو يستعمل الأذان حين يسمعه كوسيلة لتحديد الوقت، دون أن يَهم بأداء ركعة واحدة، أسأل الله أن يختم لنا وله بخير.

    ـ يؤكد المؤلف من واقع تجربته في السجون أن التعذيب في سجون الأنظمة العربية، لم يكن من أجل استخلاص معلومات، وإنما كان لكسر الذات وإذلالها، والتشفي فيها من قبل الجلادين.

    ـ بلا شك أن قرار المؤلف تحدي نظام القذافي وهو في هذا العمر يدل على جرأة وتصميم وقناعة في موقفه وثبات في مبادئه.

    ـ سبق للمؤلف وأن قضى في السجن عشر سنوات!

    ـ حتى دخول المؤلف لمبنى جهاز الأمن الخارجي(الاستخبارات) يظل تعامل سلطة القذافي معه حضارياً وإنسانياً.

    ـ يقرأ المؤلف سورة الفاتحة قبل أن ينام ويتلو بعض سور القرآن ليتخفف من حالة القلق التي يعيشها، لكنه لا يصرح بأنه يصلي، ولم يفعلها ولو مرة واحدة! موضوع الصلاة في بعض السير الذاتية لعل بعض المثقفين يراه تعبيراً عن أوبة أو انتماء! ولذلك يتحاشى ذكره إن كان يفعله، لكن أيضاً إهماله قد يوهم بانتماء أو توجه آخر، الواقعية مطلوبة، وقد يكون المؤلف التزم بها، لكن لا دليل عندنا.

    ـ اختار المؤلف القرآن ليكون أحد الكتب التي يقرؤها في زنزانته.

    تلقى المؤلف معاملة غاية في الإنسانية والاحترام لآدميته في مبنى الأمن الخارجي، وحقق معه الرجل الثاني في هذا الجهاز(خالد التهامي)، وبدا أنهم يحترمون تاريخه ويقدرون شخصه لكنه حين رفض التعاون معهم والنزول إلى ما يريدونه منه وهو الظهور على التلفاز والتراجع عن كل ما صرَّح به لقناة الجزيرة، ودعوة المتظاهرين إلى التراجع، ومهاجمة الثورة، حين رفض ذلك أماطوا لثام المدراة عن وجوههم القبيحة وأثبتوا أن تعاملهم السابق معهم هو ذاته التكتيك الذي يلتزم به رجال المخابرات في تحقيقاتهم (المحقق الطيب، والمحقق القاسي) وأمروا بتحويله إلى السلخانة حيث تلقى تعذيباً رهيباً هناك، وانتهاكاً لكل حقوقه كإنسان فضلاً عن مواطن.

    ـ إصابته بداء السكري، واحتياجه اليومي إلى إبرة إنسولين ضاعفت من آلامه الجسدية والنفسية، فهو مشرف على الموت إن لم يأخذ هذه الإبرة، لأن جسده ستتدهور حالته.

    ـ المؤلف أثناء شبه اعتقاله كان يسمح له أحد زواره الصحفيين بتلقي مكالمات من جواله من أهله، والعجب كيف أن هذه المكالمات لم تكن مراقبة؟! لأن من يكلمه من أهله وأصدقائه كان يحذره فيها من التورط مع النظام بظهور إعلامي أو ما شابهه، لذا أخشى أن للقصة وجهاً آخر لم يروه كاتبنا.

    ـ بعد عدة أيام من الثورة أراد المؤلف أن يسكن فندق طرابلس لكنه فوجئ بمالكه يخبره أنه لا يستطيع استقباله لأن العمالة المصرية والتونسية التي كانت تعمل فيه قد غادرته إلى بلادها، وهذا الوضع عام في جميع فنادق طرابلس وقتذاك.

    ـ شيء غريب أن يتم تعذيبه ثم يتم الإفراج عنه على هذا النحو لكن يبدو أن الضغوط الخارجية على نظام القذافي كانت قوية ومحرجة لأنه في نظر الجميع سجين رأي.

    ـ المؤلف يتفرج على المصلين يذهبون للصلاة في غرفة جانبية لكنه لا يشاركهم(مؤسف حقاً لا سيما أني قرأت قبل قليل أنه توفي رحمه الله وغفر لنا وله وأسكنه فسيح جناته)

    ـ لكنه لم يذكر لنا كيف سكن فندق الواحات بلا هوية؟!

    ـ قرر المؤلف أن يفي بنذر الصلاة في المسجد حمداً وشكراً لله وهو النذر الذي قطعه على نفسه أمام صديقه "يوسف الشريف" يوم سقوط "مبارك" في مصر!

    ـ الصلاة احتلت مساحة في مراجعتي هذه! و أيضاً في مساحات المؤلف، فقد أشار إليها كثيراً في كتابه!

    ـ قبل أن يتحدث عن تفاصيل هروبه من طرابلس قفز عامين كاملين إلى الأمام ليتحدث عن تفاصيل وضعه لهذا الكتاب وكيف أنهاه على مقهى في تونس! لكني مطمئن إلى أن هذه القفزة محسوبة جيدة ومن قام بها ماهر لا يخشى عليه السقوط لأنه روائي، وجميع الفصول التي كتبها كانت شيقة جداً وإنسانية للغاية.

    ـ الكتاب ممتع ومكتوب بأسلوب جميل، ولا تمل منه البتة بل تتمنى أن لا ينتهي الكاتب منه لتستمتع أكثر بقراءته، جميع التفاصيل التي ذكرها في كتابه مهمة للغاية وموظفة في السياق وهو لم يثقل قارئه بالتاريخ أو بتفاصيل من سيرته الذاتية إلا ما له علاقة بالموضوع الذي يكتب عنه وهو سيرة ثورة.

    ـ أمران ﻻ يخجل الليبيون من الاعتراف بهما، ولعلهم ﻻ يرون فيهما أي عيب في زمان القذافي وهما من ألوان الفساد الإداري مهما جملناهما: الرشوة، والواسطة.

    ـ فرحة المؤلف بالوصول إلى تونس كانت كبيرة، لأنه هرب من سجن كبير.

    ـ ختم المؤلف كتابه بما بدأه به، بحيث يُحب القارئ، كانت الخاتمة جميلة ومعبرة، تدفع القارئ لمشاركته فرحته وغبطته.

    ـ كتاب ممتع وإنساني ويؤرخ لمحنة المؤلف أثناء الثورة الليبية، ونجح المؤلف في الهروب من التطويل أو الإحالة التاريخية، أو تمجيد الذات أو الدفاع عن مواقف سابقة، أو التماس الأعذار، وإذا كان الصحفي أقدر الكتَّاب على إبداع رواية جيدة، فإن الروائي أقدرهم جميعاً على كتابة السيرة وإدهاش القارئ بها، رحمك الله يا أدريس المسماري لقد أبدعت عملاً إنسانياً رائعاً.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    t ther

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق