"أكادمية الشحاتة الأنيقة... التمرد على المستقبل في مواجهة قيود السُلطة"
خُلق البشر يحتاجون تبادل المنفعة لسد حاجاتهم، ومعهم وُجد المال بنفوذه وجبروته، فمنهم من نجا وصار من الأغنياء أصحاب السُلطة، ومنهم من يظل يطلب ويسعى وهو في قاع الذل والفقر، ومنهم من يحتالون بوضع تمرد جديد يربحون منه الكثير.
هذا النوع الثالث انتمى إليه بعض الشخصيات هنا في صفحات هذا النص الروائي، اغتالت فكرة مجنونة عقل "حازم" و"سيلين" فماذا يمكن أن يحدث عند تأسيس أو أكادمية رسمية تضم الشحاتين؟!
بدأ النص بسرد ممتع، ولغة سلسلة، تعرفنا من خلاله على شخصيات وعالم جديد، وتابعنا إجراءات تأسيس هذا المشروع بين الخوف من الخسارة، وبين إجبار الحكومة.
تميزت بعض الشخصيات في هذا العمل بتفرد كبير، فمثلًا شخصية "شاكوريا" لها حالة من الغموض والرهبة، وكنت أتمنى أن تتعمق التفاصيل أكثر في هذه الشخصية المبتكرة.
وكذلك "ست البنات" صاحبة السُلطة الصورية، أو العلاقات المهمة للنجاح، كانت شخصية رائعة في بنائها.
أما "سيلين" فكانت من تجري خلف الأمل، وتسعى لمحو الماضي الأليم من أجل مستقبل أفضل، بغض النظر عن هويتها إن كانت زائفة أم حقيقية، كل ما يهمها هو الشعور بقيمتها ووجودها المؤثر في حياتها وحياة الآخرين.
إيقاع الرواية في نصفها الأول سريع ومشوق للغاية، يتنقل باحتراف وسلاسة بين أكثر من زمان ومكان وشخصيات، أما في النصف الثاني في سرد إجراءات تكوين الأكادمية هدأ إيقاع الرواية بعض الشيء وشعرت بالملل، خصوصًا مع ظهور شخصيات ثانوية كثيرة، وغياب قوة الحدث الذي لم يكن بقوة الفكرة المبتكرة.
مع القرب من النهاية ظهرت تفاصيل جديدة في حياة أعضاء الأكادمية، وأثيرت تساؤلات حول هذه الفكرة، فهل ممكن أن تنجح هذه الفكرة دون حقد أو ثورات أو رد فعل من السُلطة؟ وجاءت النهاية في رأيي منطقية ومقنعة طبقًا لأحداث الرواية.
عمل جديد في فكرته، صحيح أني تمنيت لو اختزل بعض منه في متتصفه ليكون أكثر تكثيفًا وتشويقًا، لكن يظل عمل مبدع وجميل وممتع.