الرواية دي حلوة لكذا سبب
اولا بتفضح التدني الاخلاقي والمجتمعي اللي بيسببه كلا من الفقر والجهل.. فى مجتمع يحتوي على نسبة كبيرة من الأميّين، ويتفشى الفقر والتلوث فى كل مكان لدرجة ان مياه الشرب النضيفة من الصنبور رفاهية، لابد ان يكون الناتج مزيج من الغلاظة والفظاظة والممارسات الاخلاقية الداعرة والغضب والكثير الكثير من الخوف والتضحيات بأعز الممتلكات حتى الشرف ليتمكن المرء من الحياة.
ثانيا الرواية -وده الاجمل- بتوضح الفرق الباهر بين التعليم وعدمه، بطلة الرواية المتعلمة الجامعية كان تعليمها وثقافتها هم السبب فى ان زوجها يعاملها بطريقة مختلفة عن بقية زوجاته، وبدل ما يوديها للساحر، يوديها المستشفى، وده اللي خلى الكدبة الكبيرة اللي الكل عايش فيها تنكشف.. وده اللي أنقذها فى النهاية من دوام المصير المهين والوضع الذليل اللي كانت عايشة فيه وسط زوجات بابا ساغي
الفرق بين بولنله وباقي الزوجات عظيم أيضا، فهي بسبب حادثة مؤسفة اضطرت غصب عنها ان تحول مسار حياتها بالكامل، صغر سنها وقلة خبرتها مدوهاش القوة الكافية للتعامل مع مصيبتها.. وبرغم كده مختارتش الخيانة. على عكس باقي الزوجات اللي رغم ان حياتهم كانت فى غاية القسوة فى طفولتهن الا ان الطريق اللي اختاروه فيما بعد بيفضح شئ فى نفوسهن
أبرزت الرواية أيضا مشاكل الرجال فى المجتمع النيجيري، الطبقة الشعبية على الاقل، كالعادة تسيطر الشهوة عليهم وتسوقهم بغباء وانعدام انسانية لدهس ما حولهم، يتعاملون مع النساء كأنها أشياء يمتلكونها للمتعة والحصول على أطفال فقط، بل وأكثرهم لا يكترث للأطفال
يقع عبء التربية والبقاء على قيد الحياة على عاتق المرأة، بينما ينظر اليها الرجل فى احتقار ودونية على الدوام. شئ مثير للغثيان الحقيقة.
اما بالنسبة لشكل البناء النصي فهو شيق والاسلوب سهل وايقاعه مظبوط، ربما كان من الافضل لو تم توضيح من الراوي فى بعض الفصول، لانه الرواية تم سردها من قبل حوالي ستة أشخاص، في بعض الفصول لا تميز من الراوي من البداية.. لكن فى المجمل الاسلوب لطيف والترجمة جيدة
رسم الشخصيات ممتاز، رسم لحظات الجبروت ثم لحظات الانهيار والتهاوي والانكسار ممتاز، المشاهد المأساوية تقطع القلب، سرد دوافع الشخصيات رائع.
الرواية بها الكثير من الوصف الفج لمشاهد فاضحة، لذلك ٤ نجوم وليس ٥ .. لا أنصح بها لمن هم دون السن