تلك الذّاكرة تعذِّب بحقدٍ
وتجرح أكثر القلوب قوّة!
ملكة النيفا آنا أخماتوفا: مختارات شعرية
نبذة عن الكتاب
ضمّ الكتاب مختارات شعريّة شاملة لأهمّ شاعرات روسيا، "الإمبراطورة" التي أرعبت ستالين، وخلّدَت معاناة "مائة مليون مواطن روسيّ. يبدأ الكتاب الذي نقلته إلى العربية وقدّمت له اللبنانيَّة أماني غيث، يبدأ بسيرة الشّاعرة التي عاشت كثيراً، وأحسّت أكثر من اللّازم، وتعذّبت أكثر ممّا قد يتحمّله إنسان، وكتبت طوال الوقت، حتّى على فراش المرض. وتَكشف غيث في هذه السيرة ما لم يُكشف من قبل عن حياة أخماتوفا ومعاصريها وتلك الفترة من تاريخ الاتّحاد السّوفياتي. شخصيّة استثنائيّة وحياة ملأى بأحداث مؤثّرة، هي الّتي قالت لأبيها "خذ اسمك، لستُ بحاجةٍ إليه" يوم اعترض على نشرها قصائدها في المجلّات، مؤنِّباً إيّاها: "لا تلطّخي اسم العائلة!". بعدها ستكتب آنّا عن الحبّ، ثمّ عن اللّا حبّ، عن زيجاتها التّعسة، وما ستعيشه من مللٍ ورتابة زوجيّة، وسرعان ما ستعرف نجاحاً غير عاديّ وتنفد كتبها بسرعة خياليّة، لدرجة أنَّ أحد النّقّاد قال ممازحاً: "يجب أن توضع كتب أخماتوفا في كلّ الدّكاكين والمتاجر وليس فقط في المكتبات"، لتقوم في ما بعد الكثير من الشاعرات بتقليدها والكتابة على الطّريقة الأخماتوفية، ممّا دفعها للقول: "علّمت النساء كيف يكتبن، لكنّني لست أعرف كيف أسكتهنّ". وبدءاً من العام 1936 ستتغيّر موضوعات آنّا في الكتابة، لتتوقّف عن كونها شاعرة لا سياسية وعاطفيّة فحسب: كما كان يقال، وبدلاً من أن ترحل كما فعل الكثيرون من رفاقها، ستتّخذ قرارها "لست خائنة"، وتصبح بعد ذلك مؤرّخة كلّ ما حصل في القرن العشرين على أرضها الحبيبة. "وهذا؟ هل تستطيعين وصفه؟" سؤال من امرأةٍ غريبة بشفتين زرقاوين من شدّة البرد تقف معها أمام المعتقل حيث وقفت أنّا مئات السّاعات بانتظار خبرٍ عن زوجها وابنها الوحيد، سؤال كان كافياً لتولد فكرة أهمّ مجموعات آنّا الشّعريّة. وماذا يعني الشّعر أكثر من فمٍ صغير يصرخ عن المتألّمين، وينقل عذابات المعتقلين، وبكاء النّساء، ونزف الأرض، وما لم يقله مَن جَبُن واختار الصّمت، ومَن هرب من الجوع والنّار، ومَن بكلّ بساطة لم تسعفه الكلمات.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع