بعد ان انتهيت من الرواية .. قلت الله يسامحك يا استاذ نعيم ..عملتلي احباط، ابكيتني في بعض مشاهد الرواية، وقهرتني في مشاهد اخرى 😅
رواية جميلة، وسرد مدهش وممتع وسلس .. شدتني احداثها الى درجة انني انتهيت منها في جلسة واحدة.
تحكي الرواية خلال قصة شاب يروي حكايته ومن خلالها حكاية جيل بدأ يتفتح على الحياة مع ثورة يوليو، عاش أزهى عصورها وانتصاراتها... جلاء الإنجليز، تأميم قناة السويس وحرب 1956، وحدة مصر وسوريا، بناء السد العالي والتصنيع الحربي الثقيل، وعانى ما عاناه مع القمع والقهر والاعتقالات والتعذيب وزوار الفجر وتكميم الأفواه، حتى جاءت هزيمة يونيو 1967 وضياع كل الأحلام والآمال!!
هي حكاية جيل دمَّرته صدمة الهزيمة وما تلاها من أحداث وتفسخ سياسي واجتماعي .
رواية تحكي عن جيل الثورة والهزيمة والضياع الذي ما زلنا نعاني آثاره حتى الآن.
** اقتباسات من الرواية **
"هل تجرؤ حقا على أن تفكر بعقلية نقدية بلا محاذير؟… وهَب أنك كنت مخطئا؟… أيكون مآلك جهنم بما وقر في ذهنك عنها وعن عذاباتها المتجددة أبديا؟"
"وأدرت جهاز الراديو. يا خبر!. إنها الحرب. بيانات عسكرية متتالية من مصر بإسقاط طائرات إسرائيلية زيّ الرز. الله الله. يا خيبتك يا إسرائيل. إن شاء الله على بعد الظهر نكون دخلنا تل أبيب. كيف ستقاوم ثلاثة جيوش عربية تحيط بها كالكماشة، مصر والأردن وسوريا؟! ... شعرت بنوع من الزهو والبهجة لتخلصنا من هذا الكيان الطفيلي الذي تم زرعه بفلسطين الحبيبة،"
"لم أستطع أن أستوعب الحدث.. يتنحى!.. بعد ماحدث؟.. أين سيذهب؟.. ومن سيتصدر بعد أن تم تصفية كل نشاط سياسي بالبلد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. لم يعد يوجد في المشهد إلا هو.. هل يترك السفينة تغرق ويتنحى؟.. لكنه يريد أن يتحمل المسئولية بمفرده.. وهذا موقف فروسيّ.. يافرحتي؟.. كسبنا صلاة النبي"
"يا لحسرة جيلنا.. حلم فصعد إلى السماوات العُلا مبتهجا يملؤه الفخر بالمستقبل والأمل.. ثم هوى إلى السفح بدون سابق إنذار .. هوى إلى الحضيض"