الإستراتيجية الأمريكية لاحتلال العراق
تأليف
راجي البياتي
(تأليف)
قرار الولايات المتحدة شنها الحرب على العراق في مارس 2003 واحتلالهِ لم يكن وليد الصدفة أو الحالة، فهذه الحرب تم التخطيط لها مسبقًا وهي لسيناريو قديم من أجل السيطرة على العراق ومقدراته، وكذلك لوضع العراق تحت الوصاية الامريكية حتى إذا غادرت هذه القوات العراق، لما يمثله من مصدر قلق بالنسبة لهم، لذا فأن الولايات المتحدة قدمت العديد من المبررات والحجج إلى الرأي العام العالمي من أجل إيجاد نوع من الشرعية والقانونية الأممية لهذه الحرب والاحتلال. وفرضت تفاعلات المسألة العراقية ذاتها بقوة على الساحة الدولية في فترة ما بعد الإطاحة بالنظام الحاكم في العراق 2003، واستحوذت على حيز كبير من الاهتمام الدولي والإقليمي والعربي، والجانب الرئيس من الاهتمام بالمسألة العراقية كان مرتبطاً بالاعتبار التحدي الرئيس لقوة الاحتلال الامريكي للعراق، وتباينت المواقف الدولية والإقليمية والعربية من الاحتلال، واختلاف التعامل مع الواقع الجديد في العراق خاصةً بعد 10 حزيران/ يونيو 2014 ودخول لاعب جديد على الساحة العراقية واحتلاله لما يقارب من ثلث مساحة العراق من الموصل حتى أطراف بغداد وأطراف المدن المقدسة في كل من النجف وكربلاء، فهذا التنظيم ظهر وطور خلاياه في العراق منذ عام 2003 ومع دخول مجاميع جهادية العراق لمقاومة الاحتلال وأعوانه والذي عرف فيما بعد سيطرته على هذه المناطق الشاسعة ليعلن دولة الخلافة الإسلامية أو كما يطلق عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وما واكب هذا الظهور من أعمال قتل ونهب وسلب في المناطق التي سيطر عليها وقيام الولايات المتحدة بتحالف دولي لمحاربته. والعودة من جديد إلى العراق بعد أن غادرته عام 2011، وفق مفهوم الحرب والقضاء على داعش. لذا يأتي هذا الكتاب ليبين الإستراتيجية الإمريكية لاحتلال العراق "داعش الظهور والانحصار" وإعلانه قيام الدولة الإسلامية على أجزاء من الأراضي العراقية والسورية.